Read first,I was among the youth of the world
@wyfegypt
. representative of Palestine in
@PeaceByDialogue
. The link to support and help my family is below
تواصلت مع عائلتي في غزّة والدي يرفض الخروج من البيت بشكل نهائي..
يخبرني أنهم لن يخرجوا حتّى لو كان الاحتلال على نهاية الشارع.
عائلتي و آلاف العائلات ترفض التفاوض على الخروج و تحديد موعد و ساعة معينة، الجيران كذلك و الأصدقاء في غزّة.
أصبح الوجود في البيت و الثبات مطلب شعبي.
اليوم 14 من أكتوبر قد أتممت 26 عامًا، آخر رسالة من أمي كانت "العمر كلّه يمّا".
جعلتني أبكي هذه الرسالة أنهار حرفيًا، عائلتي وسط القصف و أمي لم تنسى يوم ميلادي.
أي عمر يا أمي؟ كلّه ؟ لا أريد عمري كلّه أريد أن أراكِ الآن أريد ضمك و لمس وجهك المتعب يا أمي. سامحيني يا أمي سامحيني .
ترسل لي أمي الآن من غزّة في حي الشجاعية تحديدًا أن القصف عنيف جدًا.
عائلتي كلها في غرفة واحدة في البيت الآن، ثلاث سنوات لم أرى عائلتي.
يا ربي هم في حفظك و رعايتك أنا سلمتهم لك وحدك.
"من رأى منكم ولدا
"أبيض، حلو، وشعره كيرلي"
واسمه يوسف
فليملّس على خده كي ينام
فهذا يسرّه
وليحكِ له قصة قبل النوم
وأرجوكم، لا أحد يلعب بشعره
تغضبه هذه الحركة كثيراً
آه: تذكرت شيئاً أخيراً
أرجوكم ألا تخبروه أنه مات
لأنه لا يعرف ذلك بعد"
يوم مذبحة مشفى المعمداني،كان أخي علاء هناك. اتصلت عليه بسرعة أوّل ما سمعت الخبر. أخبرني أنه نجا بأعجوبة.لكنه لا يستطيع المشي بسبب الخوف، أخبرني و هو يبكي ضياء وينك يخو تعال…
هذه"تعال"كسرتني. كسرتني بشكل لا أنساه و لن أنساه.
أخي الصغير قبل قليل أخبرني أنه غير خائف و شرح لي أنه أصبح يصلي في البيت لأن المساجد غير آمنة، محمّد روح قلبي كلنا في البيت متفقين أنه الأذكى و الأجمل و الأحلى منّا جميعًا،طبيب العائلة مستقبلاً و طبيبها الآن يداوي خوفنا بضحكته،يخبرني حبيبي أنه غير خائف و لكن الماء قليل و سوف ينفذ.
يا أحبّاء قلبي في مصر، والله لو ناس آخرين مكانكم ما خاطبتهم هكذا…
يا أحباء قلبي في مصر، خذوا الماء في ايديكم الآن و اذهبوا إلى معبر رفح، يا أحباء قلبي في مصر لا ترضوا الذل. يا أحباء قلبي في مصر لا تقتلوا أهلي بصمتكم، يا أحباء قلبي في مصر أنتم والله أعزّاء. يا أحباء قلبي في مصر .
منذ ساعتين و أنا مستمر بالاتصال الدولي على أمي و أخي و والدي، لا أستطيع التوقف و تصديق الاخبار أن الاتصال مقطوع.
بعد قليل ترد أمي و تكذب هذه الاخبار،لم تخذلني أمي و لو مرّة.سوف تجيب أمي قريبا.
سوف تسألني. حبيبي احكي لي شو أكلت اليوم؟
صوتهم أكسجين، صوتهم دواء،يا رب أنت تعلم يا رب.
يجب أن تعملوا قصصنا،يجب أن تعرفوا جيدًا.هذه البطولات لن تذهب و ستبقي.
أخبرتني أمي قبل قليل.
أخي براء خرج من البيت،بعد أن جاع أخي الأصغر و أنتهى الخبز،توسلت له أمي أن يبقى، صرخ في وجه العائلة و قال لن نموت جوع.
خرج يركض في الشارع يبحث عن الخبز،حبيبي براء البطل خرج يبحث عن الخبز.
لن نذهب إلى الصحراء و لن تكون خيام لنا هناك، سيناء أرض مصريّة وليست فلسطينيّة،لو ذهبنا إلى هناك لن نعود إلى غزة و ما حصل 1948 لن يتكرر أبدًا. الخروج من غزّة لن يكون.
غزّة خيمتنا الأخيرة.
الرسائل على الخاص ممتلئة.
الكل يسألني عن أخبار عائلتي، و أنا أتماسك حتى ما أكتب. لأن لا شيء يصف ما بداخلي.
أخي علاء نجا من مجزرة المعمداني بأعجوبة، علاء حبيبي شاهد أشلاء الناس، بحكي لي ما عرفت أهرب رجلي وقفت يخو.
أنا صرخت صرخة سمعتها كل الحي، هو بخير الآن. الحمد لله الحمد لله….
اتصلت بجدتي هم الآن في جنوب غزّة بعد ما فقدنا منزلنا بالكامل، "تبكي جدتي و تقول لا تقلق احنا بخير يا حبيبي و البيت راح نرجع نعمّره".
بيت والدي احتجنا سنوات طويلة من الحرمان و الادخار حتى نتمكن من شرائه،في كل مرّة كنا نتفاخر بيننا أن لدينا بيت جميل يجمع العائلة، الآن ذهب كل شيء.
يا عفو الله !!!!!
نحن الآن محاصرون في بيتنا و القذائف حولنا
حي الشجاعية يا الله .
دون سابق انذار دون اي شيءٍ هكذا بسرعة ، القذائف كل دقيقة و ثانية .
مناشدة فقط للخروج من البيت !!!!.
الحمد لله على نعمته و فضله..
تمكنت قبل قليل من التواصل مع والدتي، الحمد لله اخبرتني أمي أن الجميع بخير،الحمد لله الحمد لله. الله يديم علينا هذه النعمة و هذا الفضل.
الله يديم هذا الصوت، الله يديم هذا الصوت
الله يديم هذا الصوت.
محمّد أخي يحبّ العروض العسكرية التي كانت المقاومة تقوم بها في غزّة،مرة فقدناه في البيت و بحثنا عنه في الأحياء و الشوراع حتى أمي خرجت معنا تبحث.
في آخر النهار رأيته و هو قادم إلى البيت يركض و سعيد،لأنه حصل على راية حماس الخضراء و عصبة الرأس.أخبرنا أنه حصل عليها من أحد المجاهدين.
قليلاً عن صالح الجعفراوي.
يخرج من قصف إلى آخر،أصبح يسكن المستشفيات حتى ينقل الخبر،الناس تركض عكس القصف إلا صالح يركض نحو الهدف،يحاول جاهدًا أن يكون بخير رغم صعوبة المهمة،يلاعب الطفل و يواسي النّاس كأنهم ولدوا في بيته و تربى معهم،طيّب و حنون.
السيرة الذاتيّة لصالح تكتب بماء العين.
بكينا جميعًا لأجلك يا حبيبنا أبو حمزة،بكينا حتى دون لقائنا بحمزة أو معرفته عن قرب.
بكينا لأجل وجعك. لأنك تستحق دموع الأرض كلها.
باسم الله الغالب،أن تصبّر حبيبنا و ترحم ولده.
من لم يفرح بموت الحجاج فهو منافق.
هكذا قيل في زمن الظلم القديم، زمن الحجاج بن يوسف الثقفي.
لهذا عندما يموت الحكام العرب،لن نحترم موتهم و سوف نقيم الأفراح في غزّة بعد موتهم،و أوّلهم زميم الخلقة قصير القامة سيء اللسان الذي يحكم الجوار.
“6 أولاد كلهم راحوا”.. فلسطيني من حي الشجاعية يبكي أولاده الشهداء بعد اضطراره للنزوح قبل انتشال جثامينهم من تحت الأنقاض.
#الجزيرة_مباشر #غزة #غزة_لحظة_بلحظة
قبل قليل عشطت كثير من ابتلاع ريقي لمشاهدة الأخبار،قبل أن أشرب تذكرت أن عائلتي في أي لحظة سوف ينتهى الماء عندهم.
أشرب؟ طيّب هل شربت أمي؟ طيّب كيف أشرب و عائلتي؟
بالأمس أخبرني أخي بهاء بعد ما حذف الرسالة،أنّ أبي و أمي يقتصدان في الماء أكثر من اللازم، يحرموا أنفسهم حتى يشرب اخوتي.
سمعت صوت أمي قبل قليل.بواسطة عائلتي الثانية في نيويورك.
مكالمة من ثلاث أطرف اسطنبول و غزّة و نيويورك.سمعت صوت أمي لأوّل مرّة منذ عشرين يوم و صوت أخوتي.أبي كان نائم قلت لهم يبقى نائمًا.
الحمد لله الحمد لله . هم بخير رغم حالهم. كل سؤال كان ردهم"الحمد لله". الحمد لله على كل شيء.
تواصلت مع عائلتي في غزّة والدي يرفض الخروج من البيت بشكل نهائي..
يخبرني أنهم لن يخرجوا حتّى لو كان الاحتلال على نهاية الشارع.
عائلتي و آلاف العائلات ترفض التفاوض على الخروج و تحديد موعد و ساعة معينة، الجيران كذلك و الأصدقاء في غزّة.
أصبح الوجود في البيت و الثبات مطلب شعبي.
قبل قليل تحدثت مع أمي، أخبرتني أن البناية التي بجانبهم من خمسة طوابق أصبحت في الأرض بعد قصف أكتر من خمس مرات.
ثم أتى صوت القصف من جديد و فصل الخط ثم اتصلت مرة أخرى.ضياء لا تقلق الكل بخير.
صوت القصف في أذني، خرجت أركض في الشارع والله ركضت كأنهم بالقرب مني والله.
يا رب عفوك رحمتك.
أكتب لكم ما يحدث مع عائلتي، لأنهم ليسوا أرقام و لن يكونوا، الاحتلال يظننا أرقام. لقد قتلنا من الغزّيين 2000 و أكثر. نحن بالنسبة لهم أرقام في سجلات مدنيّة.
لكن على العالم أن يعلم أن عائلتي و عائلات الغزّيين ليسوا أرقام و لن يكونوا.
أنا أمتلك عائلة رائعة، سوف أحدثكم عنها لاحقًا.
الغرف المدرسية التي شهدت ضحكات الأطفال في الفصول الدراسية.نفسها الآن تشهد على صراخهم مع عائلاتهم.
ماذا يريد العالم؟ ماذا يريد بالضبط؟.
لا بارك الله فينا إن نسينا أو سامحنا.
لديّ جار لا يتكلم العربية، كل يوم يدق باب البيت و يخبرني جملة واحد عملته إياها.
"الله يحفظ عائلة ضياء" يقول و يضع يده على صدره و يذهب.
و أنا والله ملامحي تنطق بما لا أقدر على وصفه.
عاجل.
خالاتي الاثنتين مازالوا تحت الأنقاض مع أنبائهم و أزواجهم. و غيرهم الكثير جدًا.
هذا عاجل بالنسبة لي و بالنسبة لأمي. بالنسبة للعالم خبر عادي.
هذا الزمان من أسوء الأزمان، أن يحرم الراحلين من حقهم في التراب.
يا أحباء قلبي في جنوب غزّة، لو وصلوا النازحين بخير إليكم فإن أهلي بينهم.قدموا لهم الماء لأن الطريق كما تعرفون طويلة بالأقدام.
و احضنوا الصغار منهم إن اخوتي من بينهم، امسحوا على الرؤوس. والدي يعاني من الصداع النصفي سوف تعرفونه من ألمه و عيونه. أمي طيّبة اسمها رانيا اسألوا عنها.
من الصعب جدًا أن تكون جنديًا في كتائب القسام،هذه مهمة صعبة و معقدة.
نحن الغزّيين نعرف ذلك،ونفهم و لو جزء بسيط من اختيارهم،الأبواب ليست مفتوحة للانضمام بسهولة،كما أن الفكرة ليست بحمل السّلاح و التدريب عليه فقط،حماس التي تعرفوها تصنع حامل السّلاح قبل صنع السلاح نفسه.
هذه هي القصّة.
النّاس في بداية الحرب تفاعلت معي، و كانت متأثرة بقصّتنا،و كان يسألني كثيرهم عن أهلي بشكل شبه يوميّ،مع الوقت فهموا أن المسألة طويلة و القصّة مستمرة.و انشغلوا في حياتهم.
و هذا حال 2 مليون فلسطيني في غزّة،العالم تأثر قليلاً و ربما الآن أصبح يمرر بإصبعه شاشة للأعلى حين تظهر أخبارنا.
أفكر في ذوي الاحتياجات الخاصّة عن حالهم في الحرب، الكرسي المتحرك و الصم الذين لا يسمعون القصف، أطفال التوحد و أصحاب صندوق الأودية،الجدات التي لا تقدر على النزوح إلا بالحمل على الأكتاف.
الأخبار العاجلة لا تنقل الخبر الكاملًا. الخبر ناقص و المشهد صعب جدًا والله.
يا أعزّاء قلبي في عمّان.
مسحتهم على الجرح،يا أعزّاء قلبي في عمّان بالدموع نشاهد فعلكم و هذه الفعل لن ننساها أبدًا.
القرار معكم و الفعل لكم،لا مجلس الأمن و لا الشيطان الكبير يقرر، إلا الشعوب الحرة التي لا ترضى لغيرها ما لا ترضاه لنفسها.
الغزّيين كلهم الليلة أيديهم للسماء لكم.
تقول أمي أنها المرّة الأولى في حياتها التي تكرر الحمد على أنها لم تنجب بنتًا،مع أنها كانت حزينة مرّات كثيرة لأننا صبيان ولا بنت واحدة معنا،اليوم تكرر الحمد في خيمتها لأن لا أخوات لنا ،تقول أمي"بنت لها حاجات خاصّة و رعاية خاصّة، كان الله في عون البنات في الخيام"
عاد أخي براء إلى البيت بسلام من بين القصف، عاد يحمل 20 رغيفًا للعائلة،عاد بطلي و حبيبي إلى البيت و معه عشرين رغيفًا فقط و سعيد بذلك، براء عمره 18 عام و لكنه أقوى من سنوات عمره.
عاد يمازحني. ضياء جبت لهم خبز بدّي آيفون هدية اخر شي.ما تحكي لي ما معك، دبّر حالك ..
حبيبي حبيبي يا بطل
أخي بهاء حفظ القرآن قبل ثمانية سنين،حفظه كلّه و ثبّته بعد ذلك،كذلك أنهى دورات التجويد التمهيدية و العليا،كذلك حفظ رياض الصالحين من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم،مع أني الكبير في اخوتي إلا أن بهاء كان مشهورًا في العائلة أكثر مني،يعرفوه جيدًا و يحبونه.
يتفوق عليّ دائمًا.يسبقني.
أبي أخبرني قبل قليل أنه صائم، و يصرخ في وجهي و يقول يا جبان ما هكذا ربيت رجال.
ما هذه المعنوية يا والدي.
يقول اخوانك صغار أقوى منك، لا تقلق و لا تجعلني أشك في تربيتك، خليك بالقوة و الشجاعة.
كن قويا أو لا تتصل بنا..
أثناء مشاركتي في منتدى شباب العالم في مصر/شرم الشيخ قبل عام.
يومها كانت المرّة الأولى لي أن أرى وجهًا لوجه الرئيس محمود عبّاس.
في جلسة حوارية رفعت يدي و قلت ذلك، يومها سألني من أين أنت؟ قلت له من غزّة.
و سكت و تغيّر وجهه.
You might not know, but I’ve been out of Gaza for over 3 years and I haven’t seen my family since. My brother texts me asking for help, to get them out of this war. Do you know what this means?
It means feeling so much guilt because I’m not able to do so!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
العائلة بخير.
الحمد لله العائلة بخير،قبل قليل ردت أمي أنهم بخير.ستة أرواح بخير.
جبال من الوجع تضغط على الضلوع،لأنني أعرف أن هذه"بخير" تحمل ألف معنى مليون وصف.
لكن القلوب الشجاعة تولد شجاعة و تعيش شجاعة،و تبقى وحدها تمارس شجاعتها في وجه العالم الجبان.
مرحباً أيها العالم .
اكتب لكم من احدى زوايا البيت،أنا و عائلتي تحت مرمى قصف مدافع الاحتلال و طائراته ،
كلنا في غرفة واحدة ، وزّعنا أنفسنا في زوايا الغرفة ، كلٌ منا يحتضن حقيبته ،أوراقه و حاجاته ، نحدّق في بعضنا البعض ،الآن الخوف يجلس معنا، هذه الوقت أقسى و أثقل وقت في كل حياتي!
يوسف حبيبي ابن عمتي.
و حوله جدتي و عمّاتي و أبنائهم و أحفادهم و أنسابهم كلّهم في مكان واحد.
يا حبيبي يا يوسف يا أحبائي.
عقلي لا يتحمل عقلي لا يستوعب، يا عالم مدنين يا عالم لا يعرفون شكل السلاح أصلا.
الحمد لله الحمد لله الحمد لله الحمد لله .
قليلاً عن أحمد حجازي.
بينما تحتاجه زوجته الحامل،كما حاجة كل زوجة في أيامها الأخيرة للإنجاب،يخرج أحمد يواسي النّاس و يلعب مع الأطفال،حتى أنه اخترع مع أصدقائه"سينما غزّة"، سينما داخل خيمة حتى يشاهد الصّغار قليلا من مشاهد الطفولة بدلاً عن الموت و الحرب،لا وصف مناسب للأبطال يا أحمد.
ماذا أقول لكم عن علاء.
علاء العنيد الذي يفرض كلامه و رأيه على البيت كلّه.علاء الذي نجا من الحمى في صغره و تأخر في الكلام و نطق الحروف.
علاء الذي أرسل لي مالاً في غربتي من مصروفه اليوميّ. ويقول"لا تقلق أنا أخوك معك".
علاء بخير الآن و كل يوم يرسل لي تسجيل صوتي يقول"وينك يا غالي".
أمي البطلة أكملت تعليمها بعد الثامنة و الثلاثين من عمرها. كنّا نوزع بيننا مهام البيت اليوميّة و تجلس هي للدراسة.
بهاء تنظيف البيت و براء السوق.و محمد و علاء في جلي الصحون و أنا في تحضير الطعام.
و لديها النوايا للحصول على الدرجات العليا.
ملهمة و عظيمة. أمي.
ليس عندي إحصائيات، لكنني عشت في مجتمعات كثيرة، وعرفت من الناس أخلاطا.
لا أظن أن بقعة في العالم تحتوي خريجي جامعات، وحملة شهادات عليا أكثر من غزة، لا سيما بين الإناث.
هؤلاء القوم مؤمنون على علم، صابرون على علم، مقاومون على علم.
زادهم الله نورا وعلما ورزقهم قريبًا نصرًا وثأرًا.
قال وزير الخارجية المصرية أن"اسرائيل لم تسمح بمرور المساعدات لغزة"
معبر رفح سيادة مصرية كيف تطلبوا الأذن من إسرائيل.
أنا من غزّة محبّة مصر تأتي بالنسبة لي بعد فلسطين، أقسم لكم أنني قضيت فيها أربعة شهور من أجمل أيام حياتي.
أحب مصر و أهالي مصر. بالله علكيم تحركوا اخرجوا أنتم أقوى.
والدي أخبرني هذه الرسالة قبل انقطاع الانترنت و التواصل معهم.
التهجير لن يكون إلا إذا نقلوا جثثنا إلى سيناء، فكرة أن نمشي بالأقدام إلى سيناء هذه مستحيلة.
لن نخرج و لن تكون لنا خيمة في سيناء و لن ننظر بحسرة إلى غزّة من خلف السياج.
سمعت أمي خبر نقل ركام البيوت لاستخدامه في الميناء الذي أعلن عنه الاحتلال.
و قالت" يعني جثامين أهلي يمّا بدل الدفن صاروا في البحر".
ليست أمي وحدها الخائفة من هذه الفكرة المرعبة, في غزّة تحديدًا مئات البيوت لم يتم انتشال الشهداء منها من تحت الركام .
ربي ثبت علينا العقل و الدين.
في اليوم الثاني بعد نجاة أخي علاء، اتصل بي أخي بهاء حبيبي البطل. أخبرني و صوته يهتز اليوم عيد ميلادي يخو. هديتي وصلت بالأمس من الله. أعظم هدية أن كتب الله لأخي علاء النجاة. هدية عيد ميلادي كانت سلامة علاء، الحمد لله الحمد لله.
قرأت الخبر استشهاد خالي بالصدفة ولا أعرف من كان معه و من بقى و من رحل.
رأيت أحدهم ينشر صورته و ينعاه. قلت له هذا خالي.هذا خالي.
هل يفهمني أحد؟. هكذا دون شرح أو مقدمات أو مواساة. صورة و خبر يقفز أمامك بشكل لا تفهمه.
يا رب يا رب يا رب .
لا أحبّ أن أرى جنود الاحتلال في أكياس الجثث بقدر شغفي لرؤيتهم على كراسي متحركة،أريد أن يفقدوا أطرافهم و أن تتحول حياتهم إلى عذاب أبدي و هم على قيد الحياة.
أريد أن يفهموا معنى فقد اليد و الأصابع،معنى قطع القدم و معنى العمى و الحاجة.
يواسيني رؤية ألمهم و يصبّرني سماع صراخهم.
خائف أن يكون العالم تعوّد على مشاهد الدماء و الأطراف المقطوعة. خائف أن يكون في انفعالاً عاطفيًا فقط. ثم إذا أزعجهم المشهد غيّروا قنوات الأخبار.
إيماني بالحكومات العربية صفر كبير، لكن في شعوبها أقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. الخير فيّ و في أمتي.
لقد هبطت طائرتي في جنوب أفريقيا قبل قليل،في كيب تاون مدينة في آخر القارة.
العالم الوقح يرفض الفلسطينيين و يرفض وجودهم داخل حدودهم،لأنك فلسطيني يرفض العالم السماح لك بدخول أرضه.كل دول العالم ترفض دخول الفلسطيني باستثناء ثلاثة أو اربعة بلدان فقط.
قليلاً عن أنس الشريف.
القويّ في نقل الخبر شمالاً،ينقل الصورة و يختم بالجملة"التغطية مستمرّة"،هذه الجملة أزعجت الاحتلال و أراد لهذا الصوت أن يتوقف،قصفوا منزله و رحل والده،ثم أكمل"التغطية مستمرة".
لم يتعب من نقل الخبر،يركض بين أزقة جباليا و الشمال،يا أنس لا أحد يمتلك المعنى لوصفك.
أنتمي لعائلة من أصحاب الدرجات الجامعية العالية،عمّي الكبير تعرفه منظمات غزّة،حاصل على درجة الدكتوراه في الطب النفسي،عمّي الآخر حاصل على الدكتوراه في الجغرافيا،عمّي الأصغر مهندس مدني،عمّتي دكتوراه في علم النفس.والدي الوحيد بينهم الذي لم يكمل تعليمه.لأنه كان أسير في سجون الاحتلال.
المهم عيونكم على غزّة لأنه القصف لم يتوقف حتى الآن، الاحتلال مش مهم حتى لو ذهبوا كلهم إلى الجحيم. عيونكم على رفح و النصيرات و غزّة.
ربما يستغل الاحتلال الفرصة و يوسع القصف، الآن الشاشات الكبيرة تنقل أخبار أخرى و حيز غزّة صغير.
أحد أسباب الحرب.
أن يجعلك الاحتلال تكره حماس تحديدًا.سوف نفترض أن حماس انتهت.هل سوف نعيش بغزّة حياة كريمة و لو بالحد الادنى؟
القصّة ليست حماس.القصة أنت و ما تؤمن به،هدف الحرب أن تجعلك تكره المقاومة حتى قيام الساعة. تكره الاسم و الفكرة.لو حبنا لحماس يقهر المحتل.فأنا لا أحب سوها.
بينما تخبرني أمي أن الجميع بخير و كلهم بخير، يقول محمّد بصوت متقطع. لا يا ضياء أنا مريض يخو أمي ما بدها اياك تزعل. بس يخو أنا والله مريض. و بديش أموت في خيمة.
أنا لن أتحمل طويلاً.أنا لن أتحمل أكثر.افتحوا المعبر.افتحوا معبر رفح .افتحوا المعبر. أقول افتحوا المعبر.
يا عمّي وائل بالله عليك ما هو السرّ؟
يا أبو حمزة أخبرني،أنا ابن مدينتك يا أبو حمزة،أعطني مفتاح اللغز يا سيدي،ما هذا الصبر ما هذه القوة. يا عمّي بالله عليك أخبرني و سوف أحفظ السرّ،كيف تردد الخبر نفسه كل يوم،كيف لم تتعب،يا عمّي وائل غبيّ هذا الاحتلال.كيف سوف يهزمنا و أنت بيننا.
قبل قليل رأيت فيديو مصادفة.
فيه زوج ابنة عمتي و هو يودع أمه الشهيدة، ما عرفته تغيرت ملامحه.
عرفت اسم الشهيدة فقط.
سميرة المقوسي.
يا ربي أصبحنا نعرفهم من أسمائهم، حتى الأحياء تغيّرت ملامحهم مع الحزن و التعب.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
يخبرني أخي أن دبابات الاحتلال قريبة منهم على بعد كيلو متر تقريبًا،و أن أبي اقترح فكرة أن يحمل جدتي على ظهره في حال لزم الأمر خروجهم،جدتي الثمانينيّة من العمر. رغم ثقل وزنها، عزّت عليها نفسها أن تعرقل حركتهم،قالت اخرجوا أنتم و أنا يحفظني الله.
بكينا جميعًا يوم تركنا العالم وحدنا.
لماذا أكتب لكم؟
ماذا أريد بالتحديد،هل أريد الشهرة؟هل أبحث عن محتوى جيّد؟هل أخبركم أن عائلتي شجاعة؟. عن ماذا أبحث و لماذا أكتب؟
لا. أريد منكم شيء واحد فقط، أن تفهموا جيدًا أن الغزّيين مثلكم،لديهم أحلام و قصص عظيمة.نحن لسنا خارقين ولا نحب الموت. نحن نحب الحياة و ما فيها و ما تحمل.
جثامين الشهداء على حالها منذ أيام في ساحة مشفى الشفاء. تتناقص الأمنيات يوم بعد يوم.
في البداية قلنا أوقفوا الحرب،ثم قلنا نريد ماء الآن.ثم قلنا لا بأس نريد دواء و أطباء للجرحى.
ثم الآن نريد دفن الشهداء فقط.
أمنية واحد فقط.حفرة و عليها الرمل حتى ندفن الشهداء و نكرم موتهم.
قررت مرغمًا إنشاء حملة تبرعات لأجل أرواحهم في الخيمة.من تبقى من العائلة،رغم أني و أقولها أمامكم،أني غير متفائل كثيرًا بالوصول إلى المبلغ المطلوب خلال أيام،حتى لا أصاب بالخيبة.
لكنني أريد منكم لو منعكم الظرف،أن تشاركوا ذلك.
شكرًا لكم.مساعدتكم سوف تنفذ أعز ما أملك،
لن أنسى ذلك.
أكثر ما يقتلني والله أن غزّة محاصرة تقريبًا من عشرين سنة. لم يفكر العالم مرّة كسر حصارها.
اليمن حاصرت اسرائيل أسبوعين. العالم تحرك لأجل الاحتلال. لا أفهم ما هذا الحب و الوفاء للقتلة. لا أفهم. لا أفهم.
العائلة بخير،غرقت الخيمة من الأمطار أثناء نومهم.
المهم أنهم أحياء و غير ناقصين في العدد.
هكذا تقول أمي لا يهم أن تغرق الخيمة، لا يهم الجوع ولا القهر ولا الحزن. المهم يمّا أننا كاملين حتى اللحظة.
يا رب يسر خروجهم من هذا الظلم، و ثبت علينا العقل و الدين يا رب.
Are you spending time with your family?
Now families like yours are under bombardment in Rafah. Don't ignore this, don't get used to it like everyone else and get accustomed to death. This is a difficult test and you must pass. Gaza is the test now.
الحمد لله اتصلت على أمي.
كانت مكالمة قصيرة جدًا، أخبرتني خلالها أنهم بخير و أن القادم صعب جدًا و أنني يجب أن أكون صابرًا قويًا.ثم أخبرني أن قدر الله نافذ و أن الشهادة تطلب أهلها،و قالت أمانة كون بخير.
عائلتي كلها في مكان واحد الآن.أقصد أمي و أبي و اخوتي و جدتي و عمّاتي و الأحفاد.
حظ الغزيين أن يحاربهم العالم كله.
أنا عالق بالمطار منذ ساعات،بعد صعوبة دخول مصر,أخبروني تنسيقي ضعيف رغم أني دفعت،و لو سافرت إلى أي مكان.سوف يوقفني موظف المطار،لأنني لا أمتلك تأشيرة.
صديقي حجز لي إلى جنوب أفريقيا.لا أعرف أحد هناك.
مكان بعيد يدخله الفلسطيني بدون تأشيرة.
الله موجود
فضيحة والله، كانت الأردن أقرب لي من جنوب أفريقيا. لكن هناك ملك يحبّ الانزال الجوي و لا يسمح للغزّيين بالمرور من المطار إلا بصك الغفران"ورقة عدم الممانعة".
هذا حقيقي..
مع ذلك لو توفر الطحين ستجد صعوبة في الحصول على "الخميرة". كذلك الحال مع "الملح". بعد ذلك عليك جمع الحطب و الكرتون من الشوراع في ظروف البرد حتى تتمكن من اشعال النار.
المهمة مستحيلة في الحصول على الطعام في غزّة. كذلك ربما تصيبك قذيفة و أنت في طريقك.