من رحم المعاناة يولد الأمل ✌🏻🇵🇸

صلّوا على خير البشر 🤍

كان صالح يهيئ نفسه للقاء أخيه ناجي ناجي أسير لدى جنود الاحتلال على موعد مع الحرية غدًا في صفقة التبادل لكنه قدر الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كأن العزاء في كل بيت.. كأن الراحل فرداً من الأسرة ليس في غزة وحدها.. بل كل بيت عربي وحُر

حين تخون الوطن، لا تكون قد كسرت عهداً فقط، بل تكون قد خنت ذاكرةً كاملة من الدماء التي سالت لأجله، ووجع الأمهات اللاتي لم ينسين أبناءهن في سبيله. خيانة الوطن ليست فعلاً سياسياً عابراً، بل انكسار في الضمير، وارتداد عن الإنسانية ذاتها، لأن الوطن ليس تراباً فقط، بل هو مزيج من كرامة

الفاتحة عن روح أنس وصالح وجميع شهداء غزّة وفلسطين 🤍 بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ۝١. ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ۝٢ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ۝٣ مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ۝٤ إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ۝٥ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ۝٦

من رحم المعاناة يولد الأمل ✌🏻🇵🇸

عرفتُ صالحًا من هنا، ومنذ تلك اللحظة صار ضوء عدسته نافذتي إلى غزة. لم أفوّت له صورة ولا مشهدًا، فقد كان في كل لقطة يزرع حبًّا جديدًا في القلب لتلك الأرض التي أحبها كما لو كانت روحه. بتصويره أحببت غزة كما يحبها أهلها، بل ربما أكثر، وكأن بيني وبينه عهدًا خفيًّا من الودّ والصدق لم

في تلك اللحظة التي التُقطت فيها الصورة، لم تكن عدسات الكاميرات توثّق ابتساماتٍ عابرة، بل كانت تحفظ ملامح جيلٍ يقاتل بالكلمة ويُقاوم بالصورة. كانوا يضحكون رغم ثقل الليل، كأنهم يقولون للعالم إن الفرح في غزة ليس غيابًا للألم، بل تحدٍّ له. خلف سترات الصحافة كانت قلوبهم تنبض بالحقيقة،

اغتيل صالح الجعفراوي برصاصٍ لا يحمل سوى عار الخيانة؛ فطعنته لم تكن في الجسد، بل في قلب الوطن. ظنّ العملاء أنهم بإراقة دمه سيُسكتون صوته، فإذا بصدى روحه يعلو فوق رمادهم، يلعن خيانتهم، ويخلّد اسمه في سجلّ الأوفياء الذين مضوا طاهرين، بينما بقي الخائنون أحياء بلا ملامح ولا كرامة

كان صالح الجعفراوي وجهًا من وجوه الصبر الفلسطيني، يمشي بين الركام كأنه يحمل بريق الحياة وسط العدم. لم يكن مجرد شاب رفع شارة النصر، بل كان صرخة جيلٍ وضمير وطنٍ يرفض الانكسار. ابتسامته وسط الرماد كانت بيانًا مختصرًا للكرامة، تقول للعالم: “حتى في موتنا نحيا، وحتى في دمارنا ن��تصر.”

إلى روحٍ وريحان ورب راضٍ غير غضبان يا صالح.

روح وريحان وجنّة نعيم .. تقبّلك الله في عليين 🤲🏻

الى جنان الخلد يا صالح .. حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوّة الا بالله 💔

اللهم لا تفجعنا بصالح 🤲🏻

تلك اللوحة المكسورة المنقوش عليها اسم الشهيد أنس جمال الشريف ليست مجرد حجرٍ على ترابٍ دافئ، بل شاهدٌ على إنسانٍ كان بيننا ثم ارتفع فوقنا. حروفها الزرقاء الغائرة في الرخام تشبه نبضاتٍ لم تهدأ، تروي قصة شابٍ رحل في زمنٍ لم يعرف فيه الهدوء، وترك اسمه علامةً لا تُمحى بين الغبار

يا لفرحةٍ كتبتها السماءُ بدموعِ الأرض؛ يومٌ بلا شهداء في غزّة كأنّه أولُ نسمةِ أمانٍ بعد قرنٍ من العاصفة

ها هي القافلةُ العائدة من ليلٍ طويلٍ إلى فجرٍ طال انتظار��. شعبٌ يسيرُ على ركامِ ذاكرته، يحملُ في كلِّ خطوةٍ مفتاحَ بيتٍ، ورائحةَ أمٍّ، وصوتَ طفلٍ غاب في صمتِ القذائف. وجوهٌ أنهكها التيه، لكنّها لم تفقد البوصلة، وصدورٌ ضاقت بالغربة، لكنّها اتّسعت للوطن. إنه طريقُ العودة، طريقُ

يا علمَ فلسطين، يا نبضَ الأرضِ حين يختنقُ الهواء، يا قصيدةَ الصبرِ المرفوعةِ في وجهِ العاصفة، ترفرفُ بكَ الأرواحُ قبلَ الأكفِّ، وتغتسلُ بكَ الدموعُ قبلَ المطر. ما بينَ لونِكَ الأسودِ والبياضِ حكايةُ موتٍ وحياة، وفي الأخضرِ وعدُ القيامة، وفي الأحمرِ دمُ الذينَ لم يساوموا على

أبٌ جريح، يجرّ ليله الطويل على عجلاتٍ صدئة، لا يملك سوى يده المضمّدة وإيمانه العميق بأن الطريق — مهما أظلم — لا بد أن يقود إلى فجرٍ ما. يحمل أطفاله كأنهم الوطن نفسه، يوازن بينهم وبين حمولته من الماء كمن يوازن بين الحياة والبقاء. لا ضوء يهديه، ولا طريق آمن، ومع ذلك يمضي؛ لأن في

رحم الله أنس الشريف… ذلك الصوت الذي خرج من بين لهب الحرب، لا ليبكي، بل ليُسمِع العالم أن في غزة قلوبًا لا تُقهر، وأرواحًا لا تُشترى. كان أنس مرآة الحقيقة، إذا نطقت الكاميرا باسمه ارتجف الزيف، وإذا صمتَ كان صمته أبلغ من ألف خطاب. لم يكن صحفيًّا فحسب، بل شاهدَ عصرٍ وشهيدَ رسالة.