﷽
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فأرحّب بكم أيها الإخوة والأخوات في هذا الحساب الجديد، الذي افتتحتُه لأستفيد وأُفيد، ولأنثر فيه بعض الوصايا والفوائد، وأُجيب على ما يرِدني من الأسئلة المتعلّقة بالقرآن العظيم.
بدأت أحفظ القرآن وأنا ابن ٦ سنين وختمت وأنا ابن ٩ عام ١٩٨٦م.
أتذكّر حينها أن أختي التي تكبرني بـ ٥ سنين كافأتني بجنيه ادّخرتْه من مصروفها.
توفيت أختي منذ سنوات بعد صراع مع المرض، فأسأل الله أن يغفر لها ويرحمها ويجزيها عنّي خير الجزاء، ووالديّ ووالديكم وأحبابنا أجمعين.
آمين آمين.
ما زالت سفينة وقوف شيخنا الدكتور الجهني تبحرُ بمهارة، فقد وقف على قوله تعالى: "بشرٍ من ذلكم" وهو وقف الأخفش، وابن قتيبة، وأحمد بن جعفر، ثم ابتدأ بقوله: "النار" ووقف عليها على أنها خبر لمبتدأ محذوف، أي: (هي النار) وليُعلمنا شيخنا أن الابتداء والوقف على كلمة واحدة جائز في القرآن.
بينما أنا جالس على محطة القطار منذ ثلاثين عامًا أقرأ سورة الرحمن، وعدد آياتها (٧٨) آية، تكرر فيها قوله: "فبأي" (٣١) مرة، إذ برجل كبير السن ليس من القراء يجلس بجواري، ويملي علي هذه الحروف (خرمي وكيسي يف فيه وذف فمفكه ومففف حلمت) وعددها (٣١) حرفًا، قائلًا لي: هذه تكفيك لضبط السورة.
شيخنا الفاضل: ماهر المعيقلي، صاحب الصوت الشجي، يصور لنا مشهد الخصومة مع نبينا إبراهيم عليه السلام، وتحقير قومه له بأنه مجهول لا يعرف، وذلك بالوقف على قوله تعالى: "يَذكُرُهُم" وهو وقف جائز عند الأشموني وغيره، ثم يستأنف بأداء مطابق للمعنى: "يقال له إبراهيم" بارك الله لنا في أئمتنا.
ما زال شيخنا الدكتور عبد الله الجهني يشير لنا بوقوفه إلى بلاغة القرآن، وإيجازه، وحسن تخلُّصه فقد وقف على قوله تعالى: "أوزارها" وهو وقف تام عند الداني، ورأس آية لغير الكوفي، ثم وقفَ على قوله: "ذلك" على أنه مبتدأ حذف خبره، أيْ: ذلك حكم الكفار، أو هو مفعول لفعل محذوف، أي افعلوا ذلك.
هكذا كنا نحفظُ القرآنَ الكريم، ونحصرُ متشابهاتِهِ، ونعرفُ بدايةَ الأرباع والأجزاءِ، وعددَ آيات السُّور ورموزَ المصحف، ونحن صغارٌ في الكتاتيبِ لم نتجاوز المرحلة المتوسطة بفضل الله عزَّ وجل، وبهذه الطريقة التي ترونها في هذا المقطع⬇️ كنا نستعدُّ للمسابقات.
فضيلة الشيخ أحمد بن عبد العزيز النفيس يقف على وقف نفيس قلَّما يوقف عليه مع أنه معتمد عند المتقدمين، ومنسوبٌ للحسن البصري، وهو قوله تعالى:"واتخذ سبيله في البحر"، قال يعقوب:"ها هنا الوقف، ثم ابتدأ"عجبًا"فنصبه على القطع والتعجب، لأن الحوت قد مات وأُكل شِقُّه الأيسر، ثم حيي بعد ذلك.
خشوعٌ أم طرب؟
هذه هي نهاية تعلُّمِ مقامات الغناء العصريَّة، وتطبيق السلَّم الموسيقيِّ في قراءة القرآن الكريم.
شيئًا فشيئًا تذهبُ بك إلى الطَّربِ والصُّراخ والعويل والعبث، فَتَخرجُ بالقرآن عن مقصوده الذي أنزل من أجله:"لِيُنذِرَ مَن كَانَ حيًّا" فلنَصُنْ كتابَ الله- عزَّ وجل- عنها.
لله درُّك يا فضيلة الشيخ عبد السلام الشويعر، ورفع الله قدرك، وعشتَ يا فقيهنَا تحثنا على إجلال القرآن وتعظيمه وتنزيهه عن هذه التُّرَّهات، ولُحون أهل الفسق والكبائر.
أنعم وأكرمْ بشيخنا الماهر بالقرآن الدكتور عبد الله الجهني ووقوفه على قوله تعالى: "قتل الإنسان" توعد لهذا الكافر الذي أصر على كفره وما أبلغ الوقوف على أساليب التوعد والوعيد في القرآن ثم ابتدأ"ما أكفره" تعجب مصحوب بغلظة وخشونة من إفراطه في كفره كمًّا وكيفا،اللهم ثبتنا على الإيمان.
يُحْزنني وبكل أسفٍ أن أكون في أحد الاستوديوهات لمراجعة بعض التلاوات لأحد المشايخ، أو في مجلسٍ قرآنيٍٍ مَّا وأرى أحدهم يصف قراءته بأنها على مقام النهاوند أو السيكا أو غيره.
— يا قرَّاء القرآنَ: لا أقول هذا حلالٌ وهذا حرامٌ فلست فقيهًا ولا مُفتيًا.
- ولكن أجِلُّوا القرآن. عظّموه،
لقد أدلى فضيلة الشيخ عبد الجهني بدلوه في الجانب التطبيقي والأدائي لعلم الوقف والابتداء في هذا العصر، فحملنا على البحث والتفتيش خلفه، وصدع بوقوف ما كان لنا أن نتعرض لأقوال العلماء فيها، والبحث عن دقائقها، وراجحها ومرجوحها لولا أداؤها لها فجزاه الله عن سامعيه ومتابعيه خير الجزاء⬇️.
تتميز التلاوة النجديَّة بميزاتٍ حسنةٍ، منها أنها على السجيَّة لا تكلُّف فيها، ولا تصنُّع ولا تمطيطَ، ولا يستغرق التالي بها في لحون الغناء والمقامات المبتدعة، فيها تحزين فِطْريٌّ، قرأ بها الأكابر من الفقهاء والعلماء، وهذا نموذج منها لفضيلة الشيخ صابر عبد الحكم أهداني إياه مشكورًا.
من خلال رحلتي مع ألقرآن منذ الصغر وتجربتي مع الإقراء لمدة اثنين وثلاثين عامًا بداية من عام (١٤١٢)، وقد مرَّت بنا أيام ونحن صِغَارٌ في الكُتَّاب وصلنا فيها بفضل الله إلى ذروة الإتقان استفدت الآتي:
١- الإسراف في ضبط المتشابه يوقع في التَّشابُه.
٢- قد تكون ضابطًا للمتشابه وأنت ضعيف
تأملوا معي ما فعله شيخنا الدكتور الجهني، وردت "كلا" في الشعراء في موضعين، فوصل الأولى ووقف على الثانية
لوقوع الفاء بعد الأولى وهو أدعى للوصل، ولأنها تعني نفيًا أكثر منه ردعًا، فخوف نبينا موسى عليه السلام خوف فطري لا يلام عليه، أما الثانية فتعني ردعا لبني إسراءيل لسوء ظنهم بربهم.
تلاوةُ نجدية خاشعة، لا تصنُّع فيها ولا تكلُّف لعالم الأمَّة الربانيِّ فضيلة الشيخ ابن باز طيَّب الله ثراه، وأمَّا بدؤه بقوله تعالى:"حنيفًا" فهذا النوع من الحال يسمَّى قطعًا وقد أجاز الابتداء به ثلَّةٌ من العلماء المتقدمين كالبدء بقوله تعالى:"إخْوانًا على سرر"وقد أفردت لذلك بحثًا.
قرأ الدكتور أحمد الحذيفي قوله تعالى: "خلقكم من ضُعف" بضم الضاد وهو الحرف الوحيد الذي خالف فيه حفص عاصما، لِما روي عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأها بالضم، وقيل: إن الضم لغة أهل الحجاز، والفتح لغة تميم
وقيل: إن المفتوح ضعف في البدن والمضموم: ضعف في الرأي والعقل.
شيخنا الدكتور عبد الله الجهني يتجول بنا بين المفسرين والنحاة ومدارس الوقف، ويقف على قوله تعالى:"بل فعله"وهو وقف مروي عن الكسائي وقال أبو حفص النسفي(ت٥٣٧)"ها هنا وقف"
على أنه تعريض من نبينا إبراهيم وتوقف عن التصريح بذكر الفاعل أيْ: فعله مَنْ فعله! ثم ابتدأ "كبيرهم هذا" مبتدأ وخبر.
#مجالس_الإقراء ذكر ابن تيمية-رحمه الله- أن العارف بالقراءات والحافظ لها له مزيةٌ على من لم يعرفْ إلا قراءةً واحدةً، وأن معرفة القراءات وحفظها سنةٌ، كما أنَّ جَمْعَهَا في ختمةٍ واحدةٍ من أجل الحفظ والدرس من الاجتهاد الذي فعله بعضُ السلف، وطالب العلم يسأل الله حسن النيَّة والإخلاص.
نسمع بعض أئمة المساجد وقراء المحافل يقفون على قوله تعالى: (لمن الملك اليوم) ثم يبتدئون: (الملك اليوم لله) فيجعلون بعض السؤال جوابًا له، وهذا وإن كان مطربًا لسامعيهم لكنه خطأ من عدة أوجه، منها منافاته لبلاغة القرآن.
إلى شيخي الكريم فضيلة الشيخ #علي_الحذيفي
أحسن الله عزاءَك في والدتِك، وَغَفَرَ لها ورحمها.
كلُّ ما يُحْزنُك يُحْزِنُني، أقرأتني القرآن، ولازمتكَ سنتين، فوجدتكَ أبًا رقيقَ القلبِ، رحيمًا بالضعيف، زاهدًا، عابدًا، أطال الله عمرَك وأحسنَ عملك.
وَإِنَّا للهِ وإنَّا إليهِ رَاجِعُونَ⬇️.
لا أجامل شيخنا فضيلة الشيخ عبد الله الجهني، ولكني أصف الواقع، فقد وقف فضيلته وقفًا حريٌّ بكل قارئٍ ماهرٍ أن يقفَه على قوله تعالى:"لَوْ أرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ" ثم ابتدأ"إِن كُنَّا فَاعِلِينَ" لأنك إن اعتبرت أنَّ "إِن" شرطيَّة فجوابها محذوف
#مجالس_الإقراء قدم الي حلقتي أحد القراء وتوسمت فيه النجابة ولما تغيب مضطرًا سألته عن مكانه لأنظر في حلقة لي قريبة تناسبه فأجابني قائلًا:
رعاك الله من شيخٍ
خفيف الروح والنفسِ
مكاني حول منزلكم
وأنتم فيه كالشمسِ
أنا في"النهضة"الغرا
فحييتم بلا بؤسِ
ولكن علمكم يؤتى
بلا عكسٍ ولا نكسِ.
قريبًا بإذن الله وتوفيقه- وما أحوجني إلى توفيق الله عزَّ وجلَّ ودعواتكم- سأنتهي من هذا الكتاب.
١- فيه تأصيلٌ لعلم الوقفِ والابتداءِ.
٢- فيه بيانٌ لمدارسِ الوقفِ والابتداءِ الثلاثة وأصولها ومعالمها.
٣- فيه بعضُ القواعدِ المُهمَّةِ الَّتي يحتاجُها طلَّاب العلم، لا سيَّما القرَّاء
شيخنا الفاضل: خالد المهنا
القارئ المحقق الفصيح
وقفه وبدؤه صحيح
وقف على رأس الآية"ليقولون" تحقيقا لقول ابن تيمية"ووقوف القارئ على رأس الآيات سنة وإن كانت الآية الثانية متعلقة بالأول تعلق الصفة بالموصوف أو غير ذلك"
ثم استبشع قولهم فبدأ بما يدل على حِذْقه"من إفكهم ليقولون ولد الله".
(ضياءُ العينَين بوقوف أئمة الحرمين) جهدٌ مشكورٌ من الأستاذ يزيد نداء العنزي والفريق الذي شاركه في جمع هذه التغريدات في مقطع واحد، بارك الله في جهودهم، ونفع بهم، وتقبَّل منهم.
ما زال شيخنا الدكتور عبد الله الجهني يطوف بنا من مدرسةٍ لمدرسةٍ في الوقف، فقد وقف الليلةَ على قوله تعالى: "فَكُلُوهُ" ثم ابتدأ"هنيئًا مريئًا" وما أجمل البدء بالمصادر! كالبدء بقوله تعالى: فريضةً من الله""قال الزمخشري:"وقد يوقف على"فَكُلُوهُ" ويُبتدأُ"هَنِيئًا مَّرِيئًا"على الدعاء.
أذكر نفسي والحفظة وأئمة المساجد بالالتزام بأمرين في قوله تعالى؛"يسئلونك عن الشهر الحرام": الوقف على"كبيرٌ" لأن"وصدٌّ" مبتدأ وتستمر حتى تصل إلى"عند الله" ويؤسفني إذا انقطع نفسك أن تبدأ بقوله: "والمسجد الحرام" لأنه مجرور بل تبدأ"وكفر به" واستمع إليها من الشيخ الجهني ففيها(٨) وقفات.
وقف شيخنا الدكتور عبدالله الجهني على قوله تعالى: "وَاغْفِرْ لَنَا" ثم ابتدأ "ربَّنا"وهو اختيار حسن منه، لأن "ربّنا" لها الصدارة في القرآن، نحو "ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن" وقد نص أبو الحسن الباقولي(ت٥٤٢) أن بينهما مراقبة، والمراقبة: أنك إذا وقفت على الأول لا تقف على الثاني.
وقف فضيلة الشبخ: أحمد بن طالب على قوله تعالى: "وَاسْتَمِعْ" ثم ابتدأ: "يَومَ يُناد الْمُنَاد" وهو وقف مرويٌّ عن الإمام يعقوب، وذكره أبو الفضل الأصبهاني، وابن الغزَّال، والأشموني، وفيه تهويلٌ وتعظيمٌ لشأن ما يُسْمَع ويُذْكَر، أو أنه تضمَّن معنى "انتظر"، أو أن معناه: استمعْ خبرَهم.
فضيلة القارئ الماهر أنس العمادي من مملكة البحرين يقرأ برواية خلف عن حمزة الكوفي"بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ" بضم التاء، وفيها إثباتُ صفةِ العجب للهِ عزَّ وجلَّ، وهذا يبين لنا أثر القراءات القرآنيَّة في إثباتِ صفاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
والعجبُ نوعان:
عجبٌ نتيجةَ الجهل بالشيء وكونِه
وقف فضيلة الشيخ أحمد بن طالب على قوله تعالى:"هو سمَّاكم المسلمينَ من قبلُ وفي هذا" فتكون اللَّامُ في قوله تعالى:"ليكون الرَّسولُ شهيدًا عليكم" منعلقةً بمحذوفٍ تقديرُه: اصطفاكم أو اجتباكم ليكونَ الرَّسولُ شهيدًا عليكم
وهو قولُ أبي أوس(ت٣٣٣) وأبي الفضل الخزاعيِّ(ت٤٠٨) رحمهما الله.
لم يكتف شيخنا الدكتور عبد الله الجهني بالوقوف المأثورة، بل هو يتفنن ويختار مما جاز إعرابا ومعنى، كوقفه على قوله تعالى: "في جنَّات"، على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أيْ "هم في جنات"، وابتدأ: (يتساءلون عن المجرمين) ونظيره الوقف على قوله: (على الأرائك) ثم الابتداء: (ينظرون هل ثوب الكفار).
فضيلةُ الشيخ محمد خليل القاري الذي طالما نتعلَّم من تلاوته يَسكتُ باحترافٍ سُكَيْتَةً خفيفةً على هاءِ السكتِ من قوله تعالى: "مَالِيَه هَّلَكَ" وهذه السُّكَيْتَةُ الخفيفة التي لا تكادُ تُدركُ يتطلَّبُها الإظهار، وهو الوجهُ المقدَّمُ في الأداء، لأن الأصل في هاء السكت أنها مجتلبةٌ
أخي طالب العلم،،
ستقرأ وتسمع وترى في وسائل التواصل وفي غيرها كثيراً من المعلومات.
لكنّي أوصيك وأذكّرك بأن تجعل قول ابن تيمية نصب عينيك: (العلم شيئان إما نقلٌ مصدّق وإما بحثٌ محقّق، وما سوى ذلك فهذيان)٠
وقول ابن الجزري: (ولا ينبغي لمن وهبه الله عقلاً وذهناً أن يجمد على كل ما وقع)٠
فضيلة الدكتور عبد الله الجهني يقفُ على قوله تعالى: "ثم جئت على قدر" وقوله: "يا موسى" وكلا الوقفين ذكرهما الدانيُّ وابن الغزَّال والجعبري، ووجه الابتداء بجملة النداء والوقف عليها: أن النداء إذا كان الغرضُ منه إقبالَ المنادى عليك، وصرفَ انتباهه إليك،ودُنُوَّه منك جاز الوقف عليه⬇️.
وَقَفَ شيخنا الدكتور عبد الله الجهني على قوله تعالى: (قَالُوا بَلَى) بالأعراف، وهو مذهب مجاهد، والضحَّاك، والسُّدِّي، ونافع، ومحمد بن عيسى، وابنُ جرير الطبري، وابن الأنباري، وأبي العلاء الهمذاني على أنَّ قوله: (شَهِدْنَا) من كلام الله عز وجل، أو الملائكة.
وقف فضيلة الشيخ عبد الله الجهني على قوله تعالى:"إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ" ثم ابتدأ"وبشيرٌ لقومٍ يؤمنُون" وقد أشار ابن عطية في تفسيره إلى هذا الوقف على أن النذارة عامةٌ والبشارةُ خاصةٌ بالمؤمنين كالوقف على قوله تعالى:"أنْ أنذِر النَّاسَ" ثم تبدأ"وَبَشِّرِالَّذين ءامنُوا".
عندك مشاكل صحية يستعصي التعافي منها أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو مادية عليك بالقرآن مع الأخذ بالأسباب ولا تقل: سأُجرِّب قراءة القرآن.
بل اقرأ وكأنَّك ترى النصر وتفريج كربك والخلاص منه أمام عينك.
فكلام الله لا يُغلب ولا يُجرَّب!
كلام الله لا يقفُ أمامه شيء!
تذكرْ قوله تعالى:"ولو
الدكتور عبد الله الجهني يتَّبع الإمامَ الدانيَّ ويقسم الوقوف تقسيمًا فقهيًّا في هذه الآية: المحرمات بالقرابة القريبة، ثم المحرمات بالرضاعة، ثم المحرمات بالمصاهرة، وقد تخللها شرط فوقف على ما قبله؛ لتنسجم وقوفه السبعة مع طول الآية، وهي وقوف معتمدة في مصاحف المغاربة، بارك الله فيه.
وَقَفَ شيخُنا الدكتور عبد الله الجهني إمامُ الحرمِ المكيِّ على قوله تعالى: (وَكَانَ حَقًّا) وهو وقفٌ ارتضاهُ بعضُ أئمَّةِ الوقفِ كابن مجاهدٍ، والداني، وأبي العلاء الهمذانيّ، والنكزاوي، وخالفهم العُماني وابن الجزريّ، والخلاف في الوقوف سائغ ما لم يكن هناك فساد في المعنى أو الإعراب.
ممَّا أفادني به أستاذي الدكتور مساعد الطيَّار عصرَ اليوم- وهو من العلماء المحقِّقين- أنه لا يجوزُ لنا في تلاوةِ القرآن ووقوفِهِ وأدائِهِ أن نترك مِعْيارَ العلم وما عليه السلفُ والمحقِّقون منهم، ونجتهد من تلقاء أنفسنا في أداءِ القرآن دون ضوابط صحيحةٍ لا سيما ما ابتدعه بعض القرَّاء
فضيلة الشيخ عبد الله الجهني يُسقط إحدى الهمزتين من
قوله تعالى:"جاء ءال لوط" وهي قراءة أبي عمرو، ورواية قالون والبزي، وابن شنبوذ عن قنبل، وأبي الطيب عن رويس ومن درس القراءات وقرأ بها فإنها قد تَغْلِبُ عليه في صلاته ولو كان في المحراب، وشيخنا أحد فرسان هذا الميدان.
إمامنا الدكتور عبدالله الجهني، في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام يقرأ بقراءة يعقوب الحضرمي وشعبة عن عاصم "وَلِتُكَمِّلُوا" بتشديد الميم
مبالغةً في إيجاب إكمال العدة، قال شعبة: قرأتُها "ولتُكمِّلوا" من أجل "ولتكبِّروا" فللتناغم الصوتي مكانة لا يستهان بها في اللُّغة والقراءات القرآنية.
#مجالس_الاقراء ختم الليلةَ القراءات العشر الكبرى فضيلة الدكتور عمر تُركمان-رئيس قسم القراءات بجامعة أُلوداغ-برصا- تركيا بعد قراءة استمرت خمس سنواتٍ على شيخنا فضيلة الدكتور إيهاب فكري، وكان الشيخ عمر يتردد من تركيا للمدينة من أجل القراءة فحسب نسأل الله أن يجزيَ الشيخين خير الجزاء.
لا أعرف لماذا استغرب بعض طلاب العلم فضلًا عمن هم دونهم وقف الدكتور محمد برهجي على قوله تعالى:"مَثَلًا مَّا" وقد أخبرني أحد القرَّاء به منذ ثلاثين عامًا وهو مثل قولنا: "قابلتُ عالمًا ما" ثم تقف وتقول:"أديبًا فما فوقه" أو "سرت مسافةً ما" "فَرْسَخًا فَمَا دُونَهُ"واللغةُ حمالة أوجه.
سئلت عن وقف فضيلة الشيخ أحمد بن طالب على قوله تعالى:"لَوْ يردُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا" فأجبت بأنه وقفٌ لأربعةٍ وعشرين عالمًا من الأكابر، معتمد في مصاحف السجاوندي التي استمرّ عليها المسلمون قرونًا عدَّة، وفي مصاحف المغاربة، وهذا بيان وافٍ به من رسالتي للدكتوراة.
وهناك أبيات طيارة لا يعرف قائلها كانت تساعدنا في ضبط الحفظ، منها ما فيه خلل في الوزن نحو "لَعلي ءَاتيكُم في قصص وفي طه
سَآتيكُم في النمل لا تنساها.
وقولهم:"وَيَزِيدَهُم بالفتح يا شاطرِ في النور ثم في فاطرٍ"وكتاب الأنصاص القرآنية للدكتور عبد العزيز العيادي العروسي فيه فوائد جمة.
ما أجمل الوقف في القرآن على الأساليب التي تتضمن تَوبيخًا وتَهْديدًا ووعيدًا وتبكيتًا! وهو ما فعله فضيلةُ الشيخ عبد الله الجهني الليلة بوقفِه على قوله تعالى: "فَمَا لَكُمْ" ثم ابتدأ"كَيْفَ تَحْكُمُون"، ويوقف عليها في ثلاثة مواضع هنا، وفي سورة الصافات، وسورة القلم، وكلاهما دون فاء.
وقف فضيلة الشيخ أنس العمادي من دولة البحرين على قوله تعالى: "فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي".
وهذا الوقف كثُرَ فيه الأخذُ والرَّدُّ بين القرَّاءِ وطلَّابِ العلم.
وقد سُئِلتُ عنه، فحرَّرتُ فيه جوابًا ضمَّنتُهُ أقوالَ ستِّين (٦٠) عالمًا من علماء التفسير، واللُّغةِ، والوقفِ
وقف الشيخ المتفنن فضيلة الشيخ عبد الله الجهني على قوله تعالى:"فقال لهم الله موتوا" وهو وقفٌ كافٍ عند المتقدمين؛ لأنه نهاية قول الله عز وجل، ثم ابتدأ بقوله تعالى:"ثم أحياهم" ومثله أن يقف القارئ عند قوله تعالى:"قالوا سمعنا وعصينا" وقلَّما يُنتبه لمثل هذه الوقف، بارك الله في شيخنا.
من طرائف توجيه القراءات ومُلَح الإجابات: أني سألت الشباب في مجموعةٍ مَّا: لماذا اتفق القرَّاءُ العشرةُ على فتح همزة"أنَّ"في قوله تعالى:"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِله" بينما اختلفوا في السابق واللاحق فَتْحًا وَكَسْرًا فأجاب أحدُهم لأنَّ الأصل في المساجد يا شيخ أن تظلَّ مفتوحةً دائمًا.
قارئٌ ومفسِّرُ:
فضيلة الشيخ عبد الله الجهني يقف على قوله تعالى:"ويقول الذين ءامنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم" برسوخ وطمأنينة لأن السياق قد انقطع، إذ قوله تعالى: "حبطت أعمالُهم" ليس من قول المؤمنين فحبوط الأعمال أو قبولها اختصاص إلهيٌّ ليس للبشر تدخلٌ فيه.⬇️
فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي يرتلُ ترتيلًا بديعًا كعادته ويقف على عشرة وقوف في قوله تعالى:"يا أهل الكتاب لا تَغْلُوا في دينِكم" وقد نصَّ الباقولي الملقَّبُ بجامع العلوم(ت٥٤٢) على أنَّ فيها عشرة وقوف، وهي في مصحف الملك فهد-رحمه الله- تسعة فلا وقف فيها على "رسول الله".
تتعدَّد مدارسُ الوقف واتجاهاتُه، وهناك اتجاهان أساسيان:
الأول: آخذٌ بالعزيمةِ، فلا يقف إلا على التمام ورؤوس الآي، وهذه مدرسة الدَّاني والعُمَاني ومن تَبعهما، وعليها مصاحفنا في هذا العصر.
والثاني: آخذٌ بالرُّخَص، وتكثير المعاني، والفصل بين الأساليب المختلفة، والتمام الجُمْليِّ،
فضيلة الشيخ أحمد بن عبد العزيز النفيس يقف على وقفٍ نفيس قلَّما يوقف عليه، وهو قوله تعالى:"لا فارضٌ ولا بِكْر" مع أنه وقف معتمد عند عشرين عالمًا من العلماء النَّحارير المتقدمين كسعيد بن جبير ومجاهد بن جبر، على أن قوله تعالى: "عوان بين ذلك" خبر مبتدأ محذوف تقديره: هي عوانٌ بين ذلك.
عيدكم مبارك.
تقبل الله منا ومنكم.
أفادني فضيلة الدكتور خالد المهنا إمام المسجد النبوي صباح اليوم في عيد آل المهنا- وهو من أجمل الأعياد أدام الله عزَّهم ومجدَهم وأعيادَهم فهم بيتُ العلمِ والأدبِ والجُود والحَسَب- بأنَّ الأصل في قراءة سورة الفاتحة أن تُقرأ آيةً آيةً، لا كما يفعله
وقف فضيلة الشيخ عبد الله الجهني على قوله تعالى:"وَهُوَ اللهُ فِي السَّماوات" وهو وقف عند الفضل بن شاذان الرازي، وفيه إثباتٌ لعلوِّ الله عز وجل، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، ولابن القيم وابن الجزري وابن عثيمين مخالفة يسيرة في هذا الوقف، والوقف عندهم على"وفي الأرض" وهو رأي الجمهور.
ما زال إمامنا فضيلة الشيخ عبد الجهني يثري عقولنا ويمتع قلوبنا بوقوفه فقد وقف الليلة على قوله تعالى:"وَلكن لَّا تُواعدُوهُنَّ سِرًّا" لأن قوله تعالى:"إلا أن تقولوا قولًا معروفًا" استثناءٌ منقطعٌ على أرجح الأقوال، وهو وقفٌ معتمَدٌ في مصاحف المغاربة.
وقف فضي��ة الشيخ أحمد بن طالب على قوله تعالى:"أُحِلَّ لكم صيدُ البحر وطعامُهُ" وهو وقف تام عند سعيد بن جبير وقتادة والكلبي وأحمد بن موسى اللؤلؤي، ونصير تلميذ الكسائي، وابن قتيبة، وابن الأنباري، والداني، وابن الغزَّال، وأبو العلاء الهمذاني، والنكزاوي، والجعبري، والأشموني، والخليجي.
وقف الشيخ الدكتور عبد المحسن القاسم على قوله تعالى:"وأسلنا له عين الْقِطْرِ" بترقيق الراء، وهو المقدَّمُ في الأداء عند جُل المحررين، قال الشيخ السمنودي(ت١٤٢٩):"ورقُّ نحوِ يسرِ أَسْر أَحْرَى كالقطر مع نُذرِ عكسُ مصرَ، وقوله أحرى أي: أولى ويجوز التفخيم لأن الراء سُبقت بحرف الطاء⬇️.
ومن سمات وقوف فضيلة الشيخ عبد الله الجهني في تراويح هذا العام الفصل بين الأوامر والنواهي فقد وقف على قوله تعالى: "فَاسْتَقِيمَا" ثم ابتدأ بقوله تعالى:"وَلَا تَتَّبِعَانِّ" وهو مذهبٌ للسجاوندي والهبطي لاختلافِ ��لجملتين نحو الوقف على"كلوا واشربوا من رزق الله" ثم تبتدئ:"ولا تعثَوا".
ما زال فضيلة الشيخ عبد الله الجهني يُواصِلُ وقوفَه على ما قبل الاستثناء المنقطع، فقد وقف الليلةَ على قوله تعالى:"فَإِنَّهُمْ عَدُوٌ لِّي" ثم ابتدأ:"إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ" على أنَّ (إِلَّا) بمعنى(لكن) وَأَنَّهم لم يعترفوا بألوهيَّةِ الله عزَّ وجلَّ أصلًا، كما هو حال مشركي
وقف فضيلة الدكتور وليد الشمسان على قوله تعالى:"إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ" وهذا الوقف محلُّ إِجماع بين أفاضل القرَّاء وأماثل العلماء،وقد حكى الزينبي عن مشايخ أهل مكَّة أنهم كانوا يستحبُّون الوقف في ثلاثة مواضع:"وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ""وَمَا
وقف فضيلة الشيخ عبد الله الجهني على قوله تعالى:"قُلْ إِي" أيْ: نَعَمْ، ثم ابتدأ بقوله تعالى:"وَرَبِّي إنَّهُ لَحَقٌّ" وهو وقفٌ عند أبي الفضل الرازي(ت٤٥٤) وأبي العلاء الهمذانيِّ(ت٥٦٩) وبينهما وبين ما بعدَهُ مُرَاقَبَةٌ عند بعض العلماء.
نِعَمُ الله عزَّ وجلَّ ليست بكثرتها وإنَّما هي باستشعار العبدِ لها، فكم من غارق في النعَم وهو لا يشعرُ بها، وكأنَّه فاقِدٌ لها واستشعارُ النِّعم صفةٌ من صفات الأنبياء عليهم السلام، نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يرزقنا تأمُّل نِعَمِهِ وشُكْرَهَا ودوامَها.
وقف فضيلة الشيخ بندر بليلة-لا حرمنا الله من صوته الشَّجِيِّ- على قوله تعالى: "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ" وهو معدودٌ آيةٌ لغير الكوفيِّ والمكيِّ فلا حرجَ في الوقف عليه لاسيما لذوي النفس القصير، وليس شرطًا أن تلتزم عدًّا مُعَيَّنًا في أي روايةٍ تقرؤها إلا في رواية
كثيرًا ما يُبدع شيخنا الفاضل، إمام الحرم المكي
الدكتور عبد الله الجهني ويذهب بنا إلى بعض الوقوف التفسيرية والبيانية، ومن هذا وقفه اليوم على قوله: (يقينا) ثم عوده بالوصل: (يقينا بل رفعه الله إليه)
وهذا الوقف قال به أحمد بن موسى اللؤلؤي، وهذا بيانه من رسالتي في الدكتوراة⬇️
وقف فضيلة الشيخ عبد الله الجهني على قوله تعالى:"وَمَتِّعُوهُنَّ"وقد ذكره علماء الوقف والابتداء في مصنَّفاتهم وفيه إبرازٌ للأمر على حِدة سواء كان للنَّدبِ أم للوجوب، وعلى هذا الوقف يصير قوله تعالى:"عَلى المُوسِعِ قَدْرُهُ" استئنافًا، وهو مبتدأ وخبر، وعلى الوصل يصير حالًا من الواو.
وقف فضيلة الدكتور عبد الله القرافي على قوله تعالى:"نَعَمْ" في سورة الأعراف ويصحُّ الوقف عليها في مواضعها الأربعة في القرآن الكريم(٢،١الأعراف، الشعراء، الصافات) وإن كان الأولى وصلُها في سورة الصافات في قوله تعالى:"قل نعم وأنتم داخرون"ً لترجُّح أنَّ الواوَ للحال، وهو أبلغ في زجرهم.
قوله تعالى:"حَتَّى إِذَا"وقع في القرآن في ثلاثةٍ وأربعين موضعًا فابدأ بها ولا حرج عليك، ولا تبدأ بها إذا كان ما بعدها مجرورًا"حتى مطلع الفجر"أو فعلًا منصوبًا"حَتَّى يَتَبينَ لكم"وكنا ندرس في الأزهر"أكلت السمكةَ حتى رأسُها ورأسَها ورأسِها" رفعًا ونصبًا وجرًّا، واستمع لها من شيخنا.
فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله الجهني يَتَغَنَّى بالقرآن، وبصوتٍ تَقْشَعِرُّ منه الأبدان بهذه الآية بروايةِ ورش عن نافع، وبإشباع البدل.
وهكذا يُقْرَأُ القرآنُ!!!.
حفظك الله يا شيخنا، وزادك تحقيقًا وتحبيرًا.
شوَّقتنا إلى سماع خَتمَةٍ كاملةٍ منكم برواية ورش عن نافع بصوتك الشَّجِيِّ.
قوله تعالى:"عَفَا اللهُ عَنكَ" فيه إكرام عظيم لنَبِيِّنا محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو وقف عند النَّحَّاس والدَّاني، وأبي الحسن الباقولي (ت٥٤٣)جائز عند السجاوندي لأن الاستفهام بعده له الصَّدارةُ في الكلام، ووقف عليه الحصريُّ والبنَّا ولم يستحسنه العُماني والأشموني والخليجي.
وقد سئلت عن وقف أستاذي الدكتور محمد برهجي على قوله تعالى:"ذلك الكتاب" فأجيب بأنه وقف في غاية البلاغة
أي: ذلك الكتاب الكامل، وما عداه من الكتب فهو ناقص، مثل أن تقول عن فضيلة الشيخ ابن باز أو الشيخ ابن عثيمين:"ذلك الشيخ" أي الشيخ الذي توفَّرت فيه كل الصفات عِلْمًا وخُلُقًا وزُهدًا.
قرأ فضيلة الشيخ عبد الله الجهني بتفخيم راء (فِرْق) في سورة الشعراء، ووجه ذلك عنده- والله أعلم- أن التفخيم متعيِّن فيها على قصر المنفصل من روضة المعدِّل، قال السمنوديُّ-رحمه الله- في بهجةِ اللُّحَّاظ:
"وتفخيم را فرق لدى آيةِ البَحْرِ".
وفيها وجهان: الترقيق والتفخيم؛ لأنَّه
جَبْر قلوبِ الإناثِ من المرُوءَةِ، وقد أشار الألوسي لذلك في معرض تفسيره لقوله تعالى:"وقالوا ما في بُطُون هذه الأنعام خالصةٌ لذكورنا ومحرمٌ على أزواجنا"قال-رحمه الله-:"حيث إنَّ المعهودَ من ذوي المروءة جبرُ قلوب الإناث لضعفهن ولذا يُندب للرجل إذا أعطى شيئًا لولده أن يبدأ بأُنثاهم".
بأداء مترسل متمكن يقف فضيلة الشيخ عبد الله الجهني على قوله تعالى:"ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل"وهو وقف حسن عند أبي الحسن الباقولي(ت٥٤٢) والسجاوندي (ت٥٦٠) وأبي العلاء الهمذاني(ت٥٦٩)والخليجي (ت١٣٨٩)، والوصل أولى لوقوع الفاء بعده في قوله تعالى"فأبى أكثر الناس إلا كفورا".
فضيلة الشيخ عبد الله الجهني يقف وقفًا فيه إشارةٌ لطيفةٌ ونكتةٌ نحويَّةٌ فريدةٌ وهو وقفه على قوله تعالى:"ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ" لأن قوله تعالى: "إِخْوانًا" حالٌ تسمَّى قطعًا وهو نوعٌ من الحال أشار إليها بعض المتقدمين، فليست كل حالٍ تسمى قطعًا، وسأبين ذلك لاحقًا إن شاء الله.
وقف الشيخ الدكتور محمد برهجي على قوله تعالى:"لَا تَعْلَمُونَهُمُ" ثم ابتدأ"اللهُ يَعْلَمُهُمْ"وهو وقفٌ تامٌّ عند محمد بن عيسى الأصبهاني تلميذ نُصَيْر بن يوسف تلميذ الكسائي، كما أنه وقفٌ معتمدٌ في مصاحف المغاربة، وفيه تعظيمٌ لاسم الله تعالى بتَصْديِرِه والابتداءِ بهِ استِقْلَالًا.
نصيحة لنفسي ولإخواني من طلبة العلم بعد تجربة دامت طويلًا: رجوعي لأستاذي الدكتور سليمان العيوني ولأستاذي الدكتور مساعد الطيَّار وغيرهما من الأساتذة الأفاضل، وكلٌّ في فنِّهْ أفضل عندي بكثير من الرجوع إلى الكتب والمصنَّفات مكتفيًا بهما.
وتشييخُ الصحفِ والكتبِ ووسائل التواصل
وقف شيخنا الفاضل الدكتور عبد الله الجهني على قوله تعالى:"وَاللهُ يَعْلَمُ"وهو وقفٌ معتَمَدٌ في مصاحفِ المغاربة في مواضعه الأربعة:(٢) البقرة، وآل عمران والنور) ثم ابتدأ بقوله تعالى:"وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" لأنه لا رابط بين الجملتين سوى العطف، كما تقولُ: زيدٌ قائمٌ ومحمدٌ جالسٌ.
وقف فضيلة الدكتور أحمد بن علي الحذيفي إمام المسجد النبوي على قوله تعالى:"لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ" وقد ذكرت سابقًا أنه وقفٌ لأكابر علماء الوقفِ والابتداءِ، وقد علَّق أحدُ المتابعين الأفاضل بأنَّه يجوز أن يكونَ قولُه تعالى:"عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ" نَعْتًا ثالثًا، وعليه فيكون
ومن سمات وقوف شيخنا الدكتور الجهني في هذا العام وقوفه على ما قبل الاستثناء المنقطع إبرازًا لانقطاعه وإعلامًا بانفصاله فقد وقف على قوله تعالى:"لَا تأكلوا أموالَكم بينكم بالباطل" ثم ابتدأ بقوله تعالى: "إلَّا أن تكونَ تجارةً عن تراض منكُم" لأن التجارةَ لا تندرجُ في الأموال المأكولة.
أبدع فضيلة الشيخ عبد الله الجهني في الوقف على كل أمر من هذه الأوامر في قوله تعالى:"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" لأنَّ كل أمر منها يعد فضيلة قائمة بذاتها فالأول:عَفْوٌ عن اعتداءٍ والثاني: تخصيصٌ وتقييدٌ للعَفو والثالث: إغضاءٌ عمَّا لا يُلَائِمُ.
وقف فضيلة الدكتور أحمد بن علي الحذيفي على قوله تعالى:"فإنَّما يقولُ له كُنْ"وابتدأ بقوله: "فَيَكُونُ"وهو مذهبٌ ارتضاه أعيانُ علماء اللُّغة والوقف والابتداء كابن الأنباريِّ والدَّانيِّ وغيرهما لمن قرأ "فيكونُ"رفعًا. قال الفرَّاء:"ولك أن تجعل الكلامَ مُكتفيًا عند قوله تعالى:"كُنْ".
وقف فضيلة الشيخ عبد الله الجهني على قوله تعالى: "وَتُوَقِّرُوهُ" ثم ابتدأ"وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" وهو وقف بيانٍ لاختلاف عود الضمائر في الأفعال الثلاثة، كما نقف على قوله تعالى:"فَأنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ" على أنَّ الضميرَ يعودُ على أبي بكر رضي الله عنه، ثم
قرأ عليَّ أحدهم قراءة متقنةً بالكيفية التي قرأت بها على شيوخي، وأخبرني أنه مكث في ثلاث آيات نصف ساعة على أحد الشيوخ حتى قنَط ويئس وتوقَّف!
فيا أهل القرآن لا تبالغوا ويسروا ولا تعسروا، وشجِّعوا وحفِّزوا ولا تُقيموا أسوارًا وحواجز بينكم وبين الناس، ولا تبتدعوا ظنا منكم أن هذا تميز.
جرِّب أنك إذا سمعت الآذان تُوففُ النظرَ في جوالك، والردَّ على الرسائل والمكالمات، ولو تركته في بيتك حال ذهابك إلى المسجد لكي لا ينشغل قلبك به فهو أولى لتأخذ حظَّك من العبادة والخلوة بربك فلا تكن أسيرًا له فإن لنفسك حقًّا عليك، والتزم هذا أيضًا وقت وِرْدك من الأذكار والقرآن ستشعر
أجهزة الجوالات وغيرها من المُلهيات في يد أبنائنا الصغار مَفْسَدَةٌ عظيمةٌ، وضررُها أكبرُ من نفعها.
وأذكر أنَّ أخي الأكبرَ الذي تَوَلَّى تربيتَنا بعد وفاة أبي ونحن صغارٌ عزَم على والدتي-رحمها الله- أن لا يدخل التلفاز ولا غيرُه من المُلهِيات بيتنا، فكان المصحف ملازمًا لنا، وكنا
وقف فضيلة الشيخ عبد الله الجهني على قوله تعالى:"إن ربك لسريع العقاب" ثم ابتدأ"وإنه لغفور رحيم"وهذا الوقف يسمى وقف الازدواج أو وقف النظير، وهو أن تقف بين معنيين متقابلين،ويترجح إذا كان للتفكر والاعتبار أو كان الأول منهما أعلق بالسياق وآكد،وهو الحاصل في هذه الآية لأنها وعيد وتهديد.
أيُّها الإمام: لو ضاق نَفَسُك أو أردت الحدرَ والتخفيفَ على الناس، واقتصرت في المدِّ اللَّازم على ثلاث حركات، وكذلك في المدِّ المتصل فلا حرج عليك لأن ذلك ثابت من الطرق العشر النافعيَّة، وتكون بذلك قد انتقلت في صلاتك من روايةِ حفص إلى روايةٍ أخرى، وليس هناك مانعٌ شرعيٌّ يمنع ذلك،
فضيلة الشيخ عبد الله الجهني يتفنن في علم العدِّ والوقف فلله درُّه! يبتدئ بقوله تعالى:"الذين ءامنوا قد أنزل الله إليكم ذكرًا"وهو بداية آية عند المدني الأول، وقد أجاز الوقف على "ذكرًا"جمهور علماء الوقف والابتداء على أن قوله تعالى:"رسولًا" منصوب على الإغراء أي الزموا واتبعوا رسولًا.
وقف الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي على قوله تعالى: "أن آتاه الله الملك"وهو وقف كاف عند الداني، لازمٌ عند السجاوندي محتجًا لهذا اللزوم بأن الوصل يوهم أن المحاجَّة كانت وقت إيتائه الملك، وهكذا السجاوندي يجعل الوقوف لازمةً لأدنى توهُّمٍ حتى بلغت الوقوفُ اللازمةُ عنده تسعين وقفًا.
وقف فضيلة الشيخ عبد الله الجهني على قوله تعالى:"كُن" ثم ابتدأ"فَيَكُونُ" وهو وقفٌ عند الفرَّاء، وأبي حاتمٍ، وابن الأنباريِّ، والدَّانيِّ، والعُمَاني، وابن الغزَّال، وأبي العلاء الهمذاني، والقسطلَّاني، والهَبْطِيِّ، والأشمونيِّ، والخليجيِّ، وممَّا يقوي وصلَهُ كونُ الفاء موجِبةٌ
وردتني رسالة من إحدى الأخوات الفاضلات⬇️ كتبتْ فأحسنَت ولخَّصَتْ فأصابَتْ، ورغِبَتْ في نَشرها وأذِنَتْ لي بذلك حرصًا منها على كل قارئٍ وقارئةٍ لكتابِ الله عزَّ وجلَّ.
-وأقول إنَّ مما يثيرُ العجبَ أن تنتشرَ ظاهرةُ الحرص على تعلُّم المقاماتِ أثناء تلاوة القرآن بين النساء.
-وإن من
أفرد شيخُنا الدكتور الجهني الأمر بعبادة الله عز وجل بالوقف، فوقف على قوله تعالى:"وَاعْبُدُوا الله" ثم ابتدأ:"ولا تشركوا به شيئًا" لأن الوقف على الأوامر يستدعي تأملًا في المأمور به ويشير إلى الاهتمام به وأنه أحق ما يتوخَّاه المسلم، وفيه فصل بين الأمر والنهي وإن كانا في موضوع واحد.
سُئلتُ عن وقفِ شيخِنا فضيلةِ الشيخ محمد خليل القاري- رحمه الله- على قوله تعالى:"فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَآ أَنتَ" ثم ابْتَدأ بقوله تعالى:"مَكَانًا سُوًى" فأجبتُ بأنَّ قوله تعالى: "مَكَانًا" يصحُّ أن يكون مفعولًا به لفعلٍ محذوفٍ تقديرُه: