أنا أمقت الزهو الذي يعتري الهمج وهم يسبون أحدًا مرَّ بمنطقتهم بأفحش الألفاظ، وأكره منظرهم عندما يرفعون رقابهم ناحية شرفات الجيران، وهم على قناعة تامة بأنهم مثيرون للإعجاب.

RT @alieidalatwi: لا تستعطف بخيل .ولا تسأل أحداً شيئاً، ولا تضعف. تماسك، وتظاهر بالقوة، حتى ينصرك الله، أو تموت شامخاً. ما أصابك فمن الله….

هناك نوع من البشر كأن وظيفتهم في الحياة أن يجعلوا الأشياء الجميلة ثقيلة عليك بعد أن كانت سهلة ومن طبعك. بعشرتهم يثقل عليك العطاء وحسن الظن والتسامح والقدرة على البحث عن الحلول الوسط. فلا شكرًا لهم على لمسة الإفساد.

أن تلتصق بحساب شخص وتصيح عليه على الفارغ والمليان، كأنك تلتصق بجدار بيت إنسان كي تزعجه كلما خرج. أن تستسهل الطعن في أعراض الناس وكرامتهم. هذه مهام السفهاء والرعاع منذ أن اخترع البشر فنون الإساءة.

كثير من الناس فسدت طباعهم وغلظت من كثرة ما رأوا نعمة على ناس في حياتهم وقالوا عنها لأنفسهم من باب الاحتجاج: لماذا؟.

هناك أشياء يمكن أن تجمّل الناس غير الوصفات الطبيعية والمساحيق وعمليات التجميل: يجمّلهم الحياء، واللسان النظيف في الرضا والغضب، والشكر على الكثير والقليل، وعدم التدخل فيما لا يعنيهم، وألا يكون عشمهم مبالغًا فيه، وألا يحسدوا الناس على نعمة الله.

طالما أنك تعرف ما لا يصح أن تنطق به، طالما أنك تحتفظ بالحياء الذي عند المحترمين، طالما أنك لا تفجر في خصومتك، طالما أنك تعترف بخطئك إن أخطأت، طالما أنك لا تأخذ الناس بصوتك حتى تغلبهم في الحق والباطل، فأنت بخير. أنت لست بخير عندما تزهو بطول اللسان وسوء الغضب.

أغلب الناس يقفون على الغلطة الواحدة وينزلون بك إلى سابع أرض، ولن يفهموا معاذيرك، بل لن يسمعوها، فاستبقِ لنفسك منهم القلة الذين يشاطرونك الأسى لما مررت به من صعاب، ويتفهمون ضعفك، ويرون في وجهك آثار الآلام التي باتت فيه ولم تذهب، من كل مرة أوصِد فيها باب في وجهك.

متى يمكن أن يفيدك أن تغلق الباب وتكلم الحوائط؟.إن كنت ستتذكر كل من أحببتهم، ثم اتضح أنهم ما أحبوك أبدًا، و كل من ابتسم في وجهك ولاطفك، ثم بان أنه يريد أن يجردك من شيء ما ثم يجري وينساك، ومن كنت تستحيي أن تحاسبه على أي شيء، ثم جاءت لحظة ووضع عينيه في عينيك وحاسبك كأنه لا يعرفك.

ستقابل بشرًا مكافحين، لا يعرفون أشياء كثيرة مما يتسابق الناس على التمتع بها، وفاتهم كثير من مباهج الحياة التي ينفق الناس عليها أموالهم. فإن قابلت هؤلاء، لا تكسر الحاجز بينهم وبين عالمٍ لا يريدون النظر إليه، ودعْ لهم المساحة الآمنة التي يتنعمون فيها بالرضا بالموجود.

هل رأيت القطط الصغيرة التي خرجت من بطن واحدة وهي تلعب معًا بكل براءة؟.قدِّم لها وجبة الغداء، ثم انظر كيف تحجر الطعام تحت أذرعها، وتتسابق على أكبر نصيب منه. أغلب الناس من داخلهم مثل هذه القطط: لديهم غريزة أقوى ��ن كل العواطف والعلاقات. فآمن دائمًا بما لا توحي به أوقات الضحك والصفاء.

ماذا بقي لك، ومن بقي لك؟ .عدا ذلك وقت ضائع.

وعلى الإنسان أن يوطّن نفسه على أنه سيعطي بعض الناس من محبته، وإخلاصه، وحسن ظنه، ونسيانه الأمور الصغيرة، ما يجب معه أن يحبوه، لكنهم لن يحبوه بالقدر الذي يريد، ولن يحسبوا حساب حزنه بالقدر الذي يعشم فيه، ولن يغفروا له أي احتجاج وشعور بالإجحاف.

البشر بطبيعتهم لا يقدمون كورسات مجانية، إلا واحدًا مستمرًا لا يتوقفون عن تقديمه وتطويره، وهو ألا تصدّق البشر بسهولة.

ثقيلة جدًا، أثقل من هذا العالم، صحون الجائعين التي يعودون بها فارغة كما هي.

الرجاء الذي كنا نسمعه من الكبار في طفولتنا، بأن يخرجهم الله من الدنيا على خير، فهمنا الآن أنه رجاء عظيم، عظيم جدا. رأينا أنيابها في التقلبات، وفي أخلاق الناس، وفي الصدمات المتلاحقة، والفضائح المدوية، والابتسامات الزائفة، والوعود الكاذبة، وفي إقبالها على السفلة.

ومن تعب بعض الناس، أنهم يتعاملون مع الأشياء التي ترتبط بها مصائرهم، مثل العمل، كالذي يقود سيارته بانتباه مجهِد، ويقبض على المقود بشدة، ويفقد وجوده خارج هذا النطاق.بينما من حوله يأخذون الأمر ببساطة، ويعيشون، ويمتعون أنفسهم،كأن الدنيا لا تعترف بالإنسان إلا إن كان فيه ذئب قليل الجزع.

في هذا العصر، من يتعامل مع الناس في علاقاته واتفاقاته وسعيه المشترك، كما لو أن عنوان ندائه في الخلق هو: أريد من يتق الله فيَّ؛ هذا عرضة للافتراس أكثر من غيره، عرضة لأن يجد من لن يترك حتى النخاع في عظامه. هذا إنسان كأنما ضاعت منه 25 سنة وهو يطارد أجواء اضمحلت منذ تلك المدة تقريبًا.

اللهم انصرنا على كل يد صافحناها، ثم جاء عليها يوم وأزاحتنا وجافتنا، من أجل شيء زائل من متاع الدنيا. اللهم انصرنا على من استرخصوا حزننا، وصدمتنا فيهم، وشعورنا بالخزي من ظننا الحسن بهم.