بإختصار: انا بعرض خدماتي كمنتورشب في مجال الSoftware Engineering في مقابل التبرع لعائلات محتاجة إغاثة في غزة. بسبب إغلاق المعبر و الحصار الإسرائيلي لأكتر من 50 يوم مدخلتة نقطة مياة او لقمة عيش و حباية دواء جوة القطاع . .

زياد هو اللي قال الكلمات اللي بتواسيني كلما قرصتني ذبابة الغربة: . "أنا ما عم جرب غير البلد ولا عم جرب غير شي . انا عم جرب بس ما خلي هالبلد تغيرني . هيدي وحدها إذا بتظبط معي يعني . انتصار . انتصار لنفسي أولًا . ". الوداع يا زياد . أتمنى اللقاء في عالم أقل تخبطًا .

زياد كان الملاذ من الدوشة و الشيء اللي بتطلع إليه بعد يوم ممل و بطيء من الكلية . زياد سبب في صداقات كتير مستمرة حتى اليوم . كان شعور لما تكتشفله أغنيه جديدة زي ما تكتشف عشرين جنيه ف جيبك كنت ناسيها . مشاعر حزن و غضب و مرارة و أسى و إنبساط و نوستالجيا . .

زياد كان صديقي اللي ما صدقت لقيته ياخد بإيد شاب متوتر و إنطوائي و بحاجة ماسة للبوصلة . أخد بإيدي و حسيت ان فيه حد بيتكلم لغة بأبجدية مختلفة بس مازلت فاهمه بل براسله و بكتبله جوابات . زياد هو اللي كرهته لما عرفت موقفه من الثورة السورية و بطلت أسمعله لسنين بسبب ده . .

الفرق انه كان بيحط موسيقى جاز من تأليفه أثناء ما هو بيهرتل . هرتالته كانت عن الفن و الموسيقى و لبنان و الشيوعية و القومية العربية . تحف صوتية دسمة لطالب جامعي عشريني بيحاول يفهم الدنيا . .

أيام الكلية كنت بتسحّب بلليل بعد ما كل البيت نام و أشغل تسجيلات زياد الرحباني اللي كانت تبث من إذاعة صوت الشعب في لبنان . كان عنده منه اتنين أحلى من بعض: (العقل زينة) و (نصف الألف خمسمية) . دول كانوا عاملين زي البودكاست قبل ما يبقى فيه حاجة اسمها بودكاست .

و اللي إتغنى فيها نسخة أغنية (عودك رنان) هي المفضلة ليا . في ختام الحفلة و بعد ما خلصوا الأغنية قال للجماهير:. " مسيئبة (يعني صادفت) أن دمشق هالسنة عاصمة ثقافية. بس دمشق قبل وبعد عاصمة اساسيــة ".

أيام الكلية كنت بنزل السكريبت بتاع المسرحية و أسمعها و أقعد أضحك من قلبي . كفاية مقطع "إبنك حمار يا ثريا" اللي سمعته من 10 سنين و أقدر أسمّعه لحد النهاردة. حفلة مهرجان القاهرة للجاز كانت جميلة بس حفلات زياد الرائعة دايمًا بتبقى في إحتفالية دمشق 2008.

بعدين خرج برة العبائة و قدملنا (نزل السرور) و (فيلم امريكانى طويل) و (شى فاشل) و (بخصوص الكرامة والشعب العنيد) �� (بالنسبة لبكرا شو). (بالنسبة لبكرا شو) دي مكنش فيه نسخ مرئية . كانت صوتية فقط و الناس كانت بتتحايل على زياد و أخته ريم انهم يفجروا عنها . .

ده غير جارة القمر أمه فيروز (اللي اكتشفت متأخر انها أمه) من كتابة و ألحان (عندي ثقة فيك) و (نطورنا) و (قديش كان فيه ناس) . في بداية مشواره الفني في تأليف المسرحيات الموسيقية كان لسه متأثر بأبوه و عمه و ألف مقدمة مسرحية (ميس الريم) - اللي بالصدفة لسه سامعها مقدمتها إمبارح

كلمات الأغنية كانت عبارة عن بنت قمورة شافت واد حلوية في البار و بتحاول تشقطه و تخليه يجي يشرب كاس عندها ف البيت . لكم أن تتخيلوا رد فعل المدرسة لما قرأت إجابتي 😃. تعاونه مع (سلمى مصفي) و ألبوم (مونودوز) و ألبوم (معلومات أكيدة) مع لطيفة . .

في ثانوية عامة كان علينا مادة الفرنساوي و بنتمرن نتخيل نعمل حورا مع شخصية مشهورة . و في مرة في الدرس الخصوصي كان السؤال "نكتب 6 أسئلة نسألها لوزير التعليم" وانا مكنتش مذاكر . ف كتبت كلمات أغنية Un verre chez nous - تشرب كاس عندنا في البيت.

تعاونه مع جوزيف لازمله كتاب لوحده زي أغاني (إسمع يا رضا) و (بما إنو) و (مربى الدلال) و (ع هدير البوسطة) اللي أبوه اشترى منه حقوقها الفكرية عشان تغنيها فيروز. مش حنسى لما سمعت مقطوعته الرثائية لشهداء مجزرة (تل الزعتر) لأنها كانت أول مرة في حياتي موسيقى تخليني أبكي.

كنت بقرأ مقالات و حكاوي خلف الكواليس عن إزاي إكتشف (جوزيف صقر) - اللي غناله 80% من أغانيه - لما كان زياد لسه صغير و جوزيف مجرد فرد من الكورال لمسرحية موسيقية للرحبانية و سمع جوزيف و هو بيدندن و قرر إنه لما يكبر و يكتب حيختار جوزيف صاحب الصوت الذي لا يشيخ يكون مغنيه.

بس فيه طبقة تانية من أعماله اللي بتبقى أجزاء من مسرحياته الموسيقية بنكهاته الثورية و اللي كان بيخاطب فيها الجمهور السوري زي اللبناني زي (قوم فوت نام), (يا زمان الطائفية) . حفلة "هدوء نسبى" اللي عملها مع (مارسيل خليفة) في سنة 1984 و مقطوعة (ليلة الوداع) عايزالها بوست لوحده.

مكنتش مصدق ان الطفل المعجزة ده إبتدى يألف مقطوعات من و هو عنده 6 سنين . و كتب ديوان شعري بعنوان "صديقي الله" اللي بيعكس أفكاره المناجية و الروحية لطفل بتسائل مع خالقه. معجبي زياد طبعًا بيحبوا أغانيه المعروفة زي (أنا مش كافر) و (بلا ولا شي).

كان رفيق دربي في الثانوية العامة و كنت بسمع أغانيه على حسب الحالة و التوقيت من اليوم . العشر أيام قبل إمتحان العربي كان ليا روتين إني أصلي الفجر بعدين أقعد ف البلكونة أدعي بعدين أحل إمتحان عربي من السنين اللي فاتي و أسمع مقطوعات لزياد . .

زياد الرحباني بالنسبالي مكنش مجرد موسيقي ولا حالة . زياد عبارة عن الشخص اللي بدور عليه لما ببقى تايه. إكتشفته زي معظم جيلي من خلال مقاطع على الساوند كلاود و الموضوع تحول عندي مش بس لهوس بنغمس جواه بروحي وهو بيخليها تطفوا زي ما الإنسان بيسيب نفسه ف البحر و يخلي المياة تشيله .

كاد أن يتم تدمير مصنع الأخوين لما الأمريكان دخلوا ألمانيا بس مرات "أدي" أقنعت الجنود انهم غلابة و هما مجرد صانعي أحذية . و لسخرية القدر ان الأمريكان يكونوا أول زباين لأديداس في فترة مع بعد الحرب.الأخوين إنفصلوا و "رودلف" عمل ماركة جديدة سماها "رودا" بعدين غير اسمها ل"بوما"🙃.

في نفس السنة حصل توتر بين الأخوين لما كان فيه غارة من الحلفاء و "أدي" و مراته كانوا رايحين ملجأ القنابل و أول ما دخلوا لقيوا أخوه "رودولف" و عيلته جوة أصلًا و مكانوش قايلنله. "أدي" قال عبارة ان الأوغاد الأوساخ رجعوا تاني و كان قصده على الحلفاء بس "رودلف" فهم ان قصده عليه و عيلته.

أما خلال الحرب ف المصنع تحول من بيع الكوتشيات لتوريد الأحذية للWehrmacht و ده الجيش الألماني . المشاة و سلاح البحرية و الجوية. و في 1943 وقفوا صنع الأحذية بالكامل و بدأوا في تصنيع الأسلحة مضادة للدبابات للعسكرية النازية بإستعمال العمالة القسرية (مساجين الهولوكوست).