العلاقات لا تقام إلا على كد وبذل، تبنى كما تبنى البيوت: أساسها المواقف، وعمادها السعي، وسقفها حسن الظن. والمحصلة أعمدة من محبة صادقة، يتكئ المرء عليها حين تجور الأيام ولا تعدل.
وجه وجهك ولو لمرة واحدة نحو ما لا يجذبك، التفت يمنة أو يسرة إلى من لا يعنيك أمره، فكر في ذلك كفرصة لتدريب عضلة الانتباه. وأضمن لك أنك ستجد على الأقل شخصًا واحدًا، تجرحه خطرات النسيم و لمس الحرير يدمي بنانه.
في نقاش مهم، كنت قد أعددت له من الحجج ما يكفي لإقناع الطرف الآخر، فإذا بي وقد حمي الوطيس واشتد الجدال أسمع من لساني ما لم آمر به وما هي إلا لحظات حتى رموني وأجادوا السخرية: اضغط على النجمة/ اييييوه/ ليه يقولي كان/ بطني ولا بطنه.
هذه اللحظات، رصيد القلب إذا أفلس، وذخيرته للأيام المقبلة، حين لا بد من منغص يطرق الباب. ليست الحياة بطولها، بل بما نختزنه من نور يضيء العتمة، وما نودعه في الروح من سكينة تقاوم الضجيج.