كانت شديدة الجمال وشبان العرب يتقاتلون عليها حتى خطبها دريد بن الصمة والذي قاد ٢٠٠ معركة ولم يخسر، وكان أشجع العرب ولا يخشى الخوف أبدًا،ولكن صدته وقالت:
أَتُرانِي تارِكَةً بَني عَمِّي كَأَنَّهُم عَوالي الرِّماحِ؟
وقد كان للخنساء من بني عمها ما أرادت؛ إذ خطبها رواحة بن عبد العزّى السّلمي فتزوجها،وأنجبت منه عبدالله "أبي شجرة" ولكن كان زوجها من أسوء العرب خُلقًا فكان سكيرًا ومقامر حتى أنه بدأ يطلب من الخنساء وتعطيه حتى نفذ مالها وبعد ذلك طلبت من أخيها المال
فهجرتهُ وثم تزوجت مرداس السلمي،وأنجبت منه أولاد عدة،
وكان للخنساء أخوين معاوية وصخر، أعجب أخيها معاوية بجارية من بني مُرّة وقرر معاوية غزو بني مرة، ونهاه صخر اخوه، ولكن دون جدوى.
وانطلق معاوية مع فرسانهم حتى إذا دنا من ديار بني مُرّة،ورجع لأنه متشائم من الطير الذي دام عليه-كانوا العرب متشائمين من الغراب خصوصًا بوقت الغزوات وأي أنها علامة للقىًل او الهزيمة
وعاد مرة أخرى حتى رأتهم جارية فاخبرت القوم أن معاوية ومعاه تسعة عشر رجلًا قريبين منا
فخرجوا عليهم القوم ، واصابوا من معاوية مقىًلاً، وشد فرسان بني سليم على عدوهم، فقىًلوا معاوية،وكانت تلك الصدمة الأولى للخنساء
وقالت بهِ الا لا ارى في النَّاسِ مثلَ معاوية
إذا طَرَقَتْ إحْدَى اللّيالي بِداهِيَهْ
بداهِيَة ٍ يَصْغَى الكِلاب حَسيسَها
وتخرُجُ من سِرّ النّجيّ عَلانِيَهْ
فأقسَمْتُ لا يَنفَكّ دمعي وعَوْلَتي
عليكَ بحزنٍ ما دعا اللهَ داعيهْ
بلينا وما تبلى تعار وما ترى
على حدث الأيام إلا كما هيه
وكان قاىًل معاوية صديق أخ الخنساء صخر وأسمه دريد ولكن لما دخل عليه معاوية بغرض الغزو قىًله
ثم أتى صخر وقرر أن يأخذ الثار من صديقه دريد وهجم عليهم وقاتلهم وقتلهم ورجع للخنساءولكن لم يشفي غليله هذا الثأر فرجع عليهم وقتلهم ولكن أنجرح جرح بليغ حتى مرض وتطورت حالتهُ حتى ماىًـ في فراشه
انهارت الخنساء، بعد ما تمالكت نفسها، وكانت موشكة أن تنهار في أثر مقىًل معاوية لولا وجود صخر، ومنعتها اخلاق قومها، ولكنها لم تجد سند بعد مقىًل صخر،ولم تجد مانعا، فما قدرت على تمالك نفسها بعد موىًـ صخر، فقد ماىًـ عزها ومؤنسها وحاميها، ولهذا ولهت أشد الوله وأشد الحزن
واقامت على قبره زمانا تبكيه وتندبه وترثيه، وكما كان صخر في حياتها ملجأ الخنساء، يزيل عنها شكايتها، ويمسح عليها آلامها، كان بعد موىًها ملجأها كذلك، خفف عنها ما كبتت في نفسها من أحزان، وما ابتلعت من غصص، طالما اقلقتها واقضت منها المضاجع
في يوم من الأيام طُلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: إن صخرًا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر.
وكان معاوية القائل الفاعل.
فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر؟ فأجابتهم: بأن صخر حر الشتاء، ومعاوية برد الهواء.
وقالوا لهم أيهما أفجع؟
فقالت: أما صخر فجمر الكبد، وأما معاوية فسقام الجسد.
ولذا قيل: كان موىًـ صخر بن عمرو ابن الشريد تاريخ ميلاد شاعرة كشف للعرب عن شاعرة بني سليم تماضر، نظرًا لكثرة ما قالت فيه.
وقد اجتمعت للخنساء في مراثيها أنواع الرثاء الثلاثة تلك فآنا نسمعها نادية باكية، يرتفع نشيجها، فيثير الأشجان، ويجري الدموع من المآقي، وذلك إذ تقول:
أبنت صخر تلكم الباكية
لا باكي الليلة الا هيهَ
أما أطفالها، فأبن عبدالعزى عبدالله أسلم بعد موىًـ الرسول وأرتد وحارب المسلمين وقىًل،وكان يسمى أبوشجرة، ويقال أن صفاته لأبيه الذي كان مقامرًا ويستغل الخنساء
وأما من مرداس فأنجبت أربع أولاد كبروا وأسلموا وحسنَ أسلامهم حتى أنهم شاركوا مع المسلمين في الغزوات والفتوحات حتى أنهم أستشهدوا جميعًا في معركة القادسية،ولما أخبروها قالت الحمدلله الذي أختارهم وشرفني بهم،وراحت تبكي حتى الدم شق خدها
وقالت بهم:
حلفت بالبيت وزواره
إذ يعملون العيس نحو الجمار
لا أجزع الدهر على هالك
بعدك ما جنت هوادي العشار
-ومن شدة البكاء أصابها العمى،فالخنساء والذي قال عنها الرسول وجرير والأعشي وحسان بن ثابت أنها أشعر العرب لم تكتب بيتًا الا وهو في رثاء أهلها
توفيت الخنساء رضي الله عنها وعمرها ٧١ عامًا في سنة ٢٤ للهجرة ماىًت وحيدة بلا زوج ولا اخ ولا حتى أبناء، وكانت عمياء،توفيت أشعر نساء العرب وأخت القتيلين وأم الشهداء