إرتبطت أسماء بعض الراقصات الشرقيات بنشاط سياسي وإجتماعي مهميّن ومن أبرزهنّ الراقصة المصرية "تحيّة كاريوكا" التي ولدت في مدينة الاسماعيليّة وبدأت شهرتها الحقيقيّة في العام 1940، وقامت بوضع أسس الرقص الشرقي المعاصر ثمّ اعتزلت الرقص في منتصف الخمسينيّات وتفرّغت للسينما.
لقبّت "تحيّة كاريوكا" بـِ"أمّ اليسار".وعُرفت بمساندتها للثوار المصريّين ضدّ الاحتلال الإنكليزي، حيث قيل إنّها تبرّعت بالمال لإمدادهم بالسلاح،وهناك مصادر تُشير إلى أنها كانت تساعد في عمليات تهريب الأسلحة إليهم بسيّارتها.كانت لها مواقف سياسيّة جدليّة، أبرزها معارضة حكم الملك فاروق.
خاضت "كاريوكا" صراعاً شرساً مع محمّد السادات حين خبّأته في مزرعة أختها في الاسماعيليّة خلال هروبه من الاحتلال الإنكليزي، لكنّها عارضت سياساته ودعت لرحيله حين أصبح رئيساً.
وبعد سقوط الملكية في الخمسينيات، اعتُقلت لأول مرّة برفقة زوجها الضابط مصطفى كمال صدقي وأمضت 101 يوماً وراء القضبان، حيث استغلّت فترة اعتقالها لتدافع عن حقوق السجناء وتطالب بوقف عمليات التعذيب ضدّ السجينات.
اعتُقلت أيضاً خلال عهد الرئيس عبد الناصر بعد انتقادها لأداء حكومة ما بعد ثورة 23 يوليو.كذلك، مُنعت من دخول تركيا بعدما رفضت أن ترقص أمام أتاتورك في بيروت لأنّه أهان السفيرالمصري.