من أقوى التدريبات التي طبقتها على نفسي هو تدريب التخلي والتبديل.
ماذا يعني؟
تهدف فكرة هذا التدريب أن تعود نفسك بالتدرج بحسب سرعتك في التخلي سواء عن فكرة، شعور، شخص، حدث، رغبة، هدف.
لماذا التدرج ولماذا التخلي؟
إن التدرج الهدف منه هو الرحمة والرأفة بنفسك وجسدك.
أما التخلي...
فيهدف إلى جعلك تتعلم كيف تمضي وتتجاوز ما يعيقك من الاستمرارية والسعي نحو أهدافك
وسنطبقه بأمثلة
الفكرة قد تصبح قناعة والتي تعني أن لديك أدلة وبراهين وخبرة أو تعليم تقوي ثبات هذه الفكرة ورسوخها بذهنك
أي تتحكم وتؤثر على يقينك بتحقق هدفك الذي طلبته من الله
بالتالي التدرج بتفكيكها...
عبر معرفة براهينها وأدلتها أولاً ثم عمل تحليل ومقارنة بمن سبقك في التخلي عنها، هنا إن وجدت شخص واحد استطاع التخلي عن الفكرة التي تشبه فكرتك فأنت تستطيع كذلك.
ولكن الفكرة يجب أن تستبدل بفكرة.
بالتالي نبدأ باستبدال الآدلة والبراهين ثم ننظر هل لدينا تجربة وخبرة أم تعلمناها...
فالخبرة ثباتها أقوى بينما ما نتعلمه غير مستقر ولا ثابت.
حين التمعن بالفكرة وما يصبحها سيصحب ذلك مشاعر محددة، حاول أن تسميها وتصفها وتعبر عما تشعر به ويرافق الفكرة.
لأن الفكرة التي تولد شعور قوي هي معتقد وقناعة.
من أين تأتي الأفكار؟ من تفاعل حواسنا مع الواقع...
ومن ثم تتوسع هذه الأفكار بداخلنا حينما نتخيل أنفسنا نعيشها.
الفكرة هي عبارة عن أوامر واقتراحات ذهنية بعضها موروث جينياً وبعضها مكتسب مع الحياة.
هدفها إعطاء جسدك القدرة على الكفاح بالحياة.
بالتالي عبر مراجعة الأفكار لديك سوف تعرف كيف تقوم الكفاح بالحياة...
وحينما نأتي للشعور فسبيله التعبير عنه لأنه السبيل لتجفيف المشاعر الغير مرغوبة.
كل ما عليك هو التعبير عن شعورك وإن صعب عليك فأعرف أن السبب هو قلة المفردات اللغوية ومعناها لديك.
وليس لأنك لا تجيد التعبير أو كتوم.
قلة المفردات اللغوية هي سبب صعوبة التعبير.
ثم حينما نأتي لشخص فعليك بكتابة ما يزعجك منه، ثم كتابة ما تقبله فيه، ثم سؤال نفسك كيف ترغب أن يكون تواصلك وتفاعلك مع هذا الشخص، ثم اسأل نفسك ما الذي تريده من هذا الشخص، ثم اسأل هل أنت تبادر بما تطلبه أم لا.
أما الحدث فأكتبه كما تتذكره، ثم حاول أن تصف مشاعرك وقت حدوث الحدث...
ثم حاول أن تصف أكبر قدر ممكن مما تراه من صورة الحدث، سواء كان جدار، لون، سيارة... أي شيء.
ولا تتوقف بسبب المشاعر بل واصل وخذ وقتك في وصفه حتى لو عام كامل.
المهم لا تهرب من سرد القصة عبر حواسك وذهنك.
لأنه سيعرفك بنفسك في هذه الأحداث وسيرشدك لتتطور أكثر.
أما الرغبات فأسأل نفسك ما النتيجة التي ستعود بها من هذه الرغبة؟ وهل ستضيف لك أم لن تضيف.
ثم اسأل ما النتيجة التي تبحث عنها بهذه الرغبة؟
ولماذا ترغب بتجربة هذه الرغبة؟
قد تبدو أسئلة مكررة ولكنها ليست كذلك، هي تقنية لإعادة توجيه تركيزك ومحاسبة نفسك لتكون أكثر استقامة بحياتك.